أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" فاستحسن ذلك منه أمير المؤمنين وزاد في تقريبه، وتركه على حاله، وحاجة الخليفة كانت إليه أكثر من حاجته. وله رواية عن أبي القاسم السهيلي ﵁ وأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الاشبيلي وسمع منه. قال أنشدني أبو محمد عبد الحق لنفسه:
قالوا صف الموت يا هذا وشدته ... فقلت وامتد مني عندها الصوت
يكفيكم منه أن الناس لو وصفوا ... أمرا يروعهم قالوا هو الموت
توفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وولد سنة أربعين وخمسمائة أو قبلها بيسير. فهؤلاء الفضلاء هم الذين رأيت أن ألحقهم بعلماء هذه المائة السابعة لأنهم كانوا في أواخر المائة السادسة، وقد بقي خلق كثير من أهل المائة السادسة ممن لهم جلال وكمال، ولكن شرط الكتاب منع من ذكرهم، وقد مضى من قول الشيخ أبي علي المسيلي ﵁ إنه قال: أدركت ببجاية ما ينيف على تسعين مفتيا ما منهم من يعرف أبا علي الحسن بن علي المسيلي من يكون، وإذا كان من المفتين تسعون فكم يكون من المحدثين ومن النحاة والأدباء وغيرهم ممن تقدم عصرهم ممن لم يدركه، كان الناس على اجتهاد، وكان الأمراء لأهل العلم على ما يليق ويراد، وها أنا أذكر مشيختي وأعلام إفادتي ﵃.
1 / 55