============================================================
فلا يثبت له قدم في الامامة وتطرده المرتبة عنها ودعواه المشيخة زور وبهتان لا برهان عليه.
يروى أن امرأة دخلت على سيدي الشيخ عبدالقادر الجبلي فرأته في ملابس ومأكل وفرش ودخلت على ولدها عنده فوجدته على الأرض وعنده كسرة يابسة وملح، فرجعت إلى الشيخ وقالت يا سيدي لا يطيب خاطري بإقامة ولدي عندك إلا إن أطعمته مما تأكل وكان بين يديه دجاجة فقال إذا صار ولدك يحي الموتى باذن الله أطعمته من طعامي، ثم أمر الدجاجة فانتفضت من الإناء وصارت حية، ثم ذهيت إلى حال سبيلها، فلولا أن الشيخ أقام البرهان على طعامه اللذيذ لفارقته تلك المرأة وهي منكرة عليه. فكذلك يتعين على الشيخ أن يوطن نفسه على تحمل أذى من يأمره من إخوانه بأته يترك الدنيا وهو لم يشرف على الدار الآخرة بقلبه، فإنه كالكلب العاكف على الجيفة كل من منعه من الأكل منها يكشر أسناته ويهبهب عليه، وربما عضه حتى يرجع عنه، فليكن أمر الشيخ إخوانه بترك الدنيا بسياسة ورفق ورحمة وتقديم مقدمات وذكر ما كان السلف الصالح عليه ثم يقول يرحم الله من اقتدى بهم وليحذر من التكدر منهم بالباطن إذا عصوا أمره وليس عليه إلا أن يظهر لهم عدم الرضا بكثرة رغبتهم في الدنيا لا غير كما يظهر الوالد غضبه لولده إذا خالفه، ويعبس في وجهه وقلبه راحم له مشفق عليه، وربما ضربه بالعصا وربا نخست الأم ولدها بالابرة في ده حتى أخرجت دمه ومع ذلك فيقضي العقل بأن ذلك كله ليس ببغض لولدها وإنما هو لوفور شفقة والدته عليه، فليوطن الداعي الى طريق الله عز وجل نفسه على سماع كل مكروه ممن يدعوهم لأنهم عمي عما يدعوهم إليه ثم إذا انجلى حجابهم فسوف يشكرون الداعي لهم إلى الخير، وإن لم ينجل حجابهم فقد وفى الداعي بما عليه من النصح والجهاد فيهم. و لا يخفى أنه لا بد أن ينقسم جماعة كل داع إلى الله تعالى كما انقم من دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى دين الاسلام إذهو الشيخ الحقيقي لجميع الأمة، وجميع الدعاة نوابه صلى الله عليه وسلم 215
Página 102