[فلا] (١) يشكل، كقَولهم: "أعْجَب زيدًا ما كَرهه عَمرو"؛ لأنَّ الفَاعلَ مُقَدَّم في الرُّتبة، ولو لم يَظهَر اختَلّ المعْنى؛ [لأنَّ] (٢) اللفظ يبقى: "أعْجَب زيدًا ما كَرهه"، فيحتمل أنْ يكُون الفَاعِلُ "ضَمير زَيد". (٣) ففي ذِكْره وتأخيره فائدة، ولما اتّصل بالفِعْل الذي هو "نوَى" ضَمير "امرئ" وَجَب تقْديمُ المجرُور؛ ليعُود الضّميرُ على مَا قبله؛ فلا يجوزُ: "وإنما ما نواه لكُلّ امْرئ".
وذهَبَ الكُوفيون إلى إعمال الظّرف والمجرور وإن لم يعتمد، فرفعوا بهما بغير شَرطٍ، فأعْمَلوا "لكُلّ امْرئ" مَثَلا في "مَا نَوَى"، وأعْرَبُوه فَاعِلًا به، وأَبَى ذلك سيبويه، إلا إذا وَقَعَت صفَة لموصُوف (٤) أو صِلَة لموصُول (٥) أو حَالًا لذي حَال (٦) أو خَبرًا لذي خَبر (٧). (٨)
إذا ثبت ذلك: فاعْلم أنَّ مَا لـ "كُلّ" إذا أُضيفَت إلى نَكِرَة من خَبر أو ضَمير أو غيرهما يجيء على وِفْق المضَاف إليه، كقَوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: ١٨٥] (٩)، وكَما جَاءَ هُنا. (١٠)