94

اندرجت أكوانهم تحت كونه ، وحقوقه عند ذكر حقه فيصير قائما بالحق مع الحق للحق.

وقال أيضا : بذل النفس لله على حكم الإيمان من علامة الهدى والقيام بأداء ما استدعى منهما من علامة التوفيق والانتهاء عما زجر عنه من علامة العصمة ، فذاك لنفي الظلمات عنه بها ، نوره الله تعالى أنوار من الإيمان ، وذلك الذي يوجب له الولاية ، قال الله تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا ) الآية.

وقال الواسطي : يخرجهم من ظلمات نفوسهم ، صدقها ورضاها وتقواها إلى نور صفاته وما سبق لهم من منابعه.

وقال أيضا : يخرجهم من ظلمات نفوسهم إلى أنوار ما جرى لهم في السبق عن الرضا ، والصدق والمحبة وغيرها.

وقال النوري : يخرجهم من ظلمات العلم إلى نور المشاهدة ؛ لأنه ليس المعاين كالمخبر.

قال الجنيد : يخرجهم من الظلمات أوصافهم إلى أنوار صفاته.

قال أبو عثمان : يخرجهم من رؤية الأفعال إلى رؤية المنن والأفضال.

( والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ) أي : الذين ستروا ما قد عاينوا من نفوسهم أنوار فعله وقدرته وما بدت في قلوبهم من لوائح العقول بالشروع في لذائذ الشهوة وغطاء الغفلة ، أولياءهم الطاغوت ومتوليهم في اعتزاء التماثيل الباطلة المتخيلة ، الشيطان يخرجونهم من أنوار العقول إلى ظلمات الجهل والعنادة.

( أولئك أصحاب النار ) أي : أصحاب الهجران عن مشاهدة الرحمن ، ( هم فيها ) في القطيعة والابتلاء ، ( خالدون ) ليس لهم مساغ في الوصول أبد الآبدين.

( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير (259) وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم (260) مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع

Página 104