223

Carais Bayan

عرائس البيان في حقائق القرآن

Géneros

وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما (11))

قوله تعالى : ( وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم ) أمر الله سبحانه أولي النهايات من العارفين إذا انفتحت لهم خزائن جود المشاهدة ، وانكشف لهم حقائق علوم الربوبية أن يقسمها على تلامذتهم من المريدين الصادقين على قدر مراتبهم ، ومذاق حالاتهم.

و ( أولوا القربى ) أصحاب الصحبة ، ( واليتامى ) الساقطين عن الدرجة.

( والمساكين ) أهل السلوك من المجاهدين أي : حدثوا عن نوالي عند هؤلاء لتزداد محبتهم في ، وشوقهم إلي ، لأزيد عليكم نعمتي ، فإن كشفكم لطائفي عندهم شكر نعمتي.

و ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) [إبراهيم : 7] ؛ فارزقوهم من موائد القربة وخوان العناية لقيمات الحقائق ، وإن هذا يحدث من نعمتي ، ولذلك أمر صفي المملكة ورئيس القربة أن يذكر لطيف صنعي به على أمته ، لزيادة محبتهم جماله وجلاله بنعت بذل مهجتهم له ، بقوله : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) [الضحى : 11].

قال محمد بن الفضل : دلت هذه الآية على كرم الله تعالى مع عباده ؛ لأنه أمر إذا حضر من لا نصيب له في الميراث أن يرزقهم منه ، دل بهذا أنه إذا حضر عباده يوم القيامة في المشهد العظيم أنه يتفضل بعطائه على من لم يكن مستحقا لعطائه بمخالفته بإيصال رحمته إليه بفضله (1) وسعة رحمته ، وبلوغه إلى منازل أولي الأعمال ؛ لأنه قال : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) [يونس : 58] ، من أفعالكم وطاعاتكم التي اعتمدتم عليها ، واعتمدوا فضلي وسعتي ورحمتي.

قوله تعالى : ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم

Página 233