صَلَاح فصلاح وَإِن فجور ففجور
وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ تَأْوِيل الْخَبَر الْمَرْوِيّ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ يبْعَث الْمَيِّت فِي ثِيَابه الَّتِي مَاتَ فِيهَا لِأَنَّهُ قد صَحَّ أَن النَّاس يبعثون حُفَاة عُرَاة
وَهَذَا الْخَبَر ذكره أَبُو دَاوُد فِي السّنَن
وَأنْشد
قد طواك الزَّمَان شَيْئا فَشَيْئًا ... وبرتك الخطوب جُزْءا فجزءا
ورمت مِنْك حادثات اللَّيَالِي ... حَبَّة الْقلب فأدن بعد أَو انأى
كَانَ مَا كَانَ وَانْقَضَت مُدَّة الْعم ... ر وَولى الشَّبَاب خَبرا ومرأى
وقديما قد أعلمتك اللَّيَالِي ... أَن أدواءها تفوتك برءا
فادرك مِنْهَا فائتا بمتاب ... بل بِإِيمَان انشىء الْيَوْم نشئا
وَاتخذ للهيام وَيحك ريا ... وَاتخذ للسهوم وَيلك فَيْئا
وإاذ مَا خرقت بِالدّينِ خرقا ... فارفينه بالإنابة رفئا
وَإِذا مَا وَردت مورد دنيا ... فَلْيَكُن مَا وَردت من ذَاك ظمئا
ولتدعها تحيلا وأماني ... ألبست قَلْبك الْمُغَفَّل صدأ
وَإِذا مَا الْحمام جَاءَك يَوْمًا ... لم تَجِد من جَمِيع ذَلِك شَيْئا
وَاعْلَم أَن طول الأمل حجاب على قَلْبك يمنعك من رُؤْيَة الْمَوْت ومشاهدته وَوقر فِي أذنيك يمنعك من سَماع وجبته ودوي وقعته وبقدر مَا يرفع لَك من الْحجاب ترى وبقدر مَا يُخَفف عَن أذنيك من الوقر تسمع
فَانْظُر رَحِمك الله نظر من رفع الْحجاب وَفتح بَابه واستمع سَماع من أزيل وقره وخوطب سره وبادر قبل أَن يُبَادر بك وَينزل عَلَيْك وَينفذ حكم الله فِيك فتطوى صحيفَة عَمَلك وَيخْتم على مَا فِي يَديك وَيُقَال لَك اجن مَا
1 / 73