Creencias de los Pensadores
عقائد المفكرين
Géneros
ولا ننسى أن هذا الكتاب ظهر في غاشية الحرب العالمية الأولى، وأنه مشوب بالكثير من دواخينها ونيرانها، وليس في مؤلفات أقطاب الفنون ما يبسط القول في العقيدة الدينية، وليس لدينا أيضا ما يدل على شيوع هذه النظرة التي شرحها كوليير في كتابه بين أولئك الأقطاب.
أما الأدباء والفنانون المتدينون بديانة الآباء والأجداد فهم غير قليلين، ولكننا نقصر القول في هذه الرسالة على الجديد الذي تمخضت عنه أحوال القرن العشرين باجتهاد المجتهدين ومحاولة الباحثين، ومما أجملناه آنفا - وهو نموذج صالح للقياس عليه - يتبين لنا أن المؤمنين منهم بقوة غير القوة المادية يزيدون على غيرهم، وأن القرن العشرين قد أبرز من ذوي العقائد المجتهدة طائفة لم يكن لها وجود محسوس في القرن التاسع عشر، إذ لم يكن فيه صوت لغير الإلحاد أو الإيمان الموروث.
عقائد الفلاسفة
تتقابل في مذاهب الفلاسفة مدرستان خالدتان، لا تزال كل منهما تتجددا عصرا بعد عصر باسم جديد، وهما المدرسة المادية والمدرسة العقلية أو الروحانية أو المثالية، وكلها أسماء لمسمى واحد في النهاية.
فمدرسة الماديين - كما يدل عليها اسمها - ترجع بالمعرفة إلى التجربة المحسوسة، وغيرها من المذاهب العقلية أو الروحانية أو المثالية ترجع بها إلى شيء غير التجربة المحسوسة، وقد تستعين بهذه التجربة ولا تبطل عملها في المعرفة، ولكنها لا تسلم القول بأنها هي المصدر الوحيد.
وفي القرن العشرين تقابلت هاتان المدرستان، واتسمت كل منهما بالتطرف في دعواها، كما يحدث كثيرا في موقف التحدي والمناجزة العنيفة.
فقامت مدرسة المنطق الوضعي (Positive Logic)
من جانب، وقامت بإزائها مدرسة التجريد من جانب آخر، وهي في الواقع مذاهب شتى يجمعها النظر فيما وراء الطبيعة.
فمدرسة المنطق الوضعي لا ترى محلا للبحث فيما وراء الطبيعة؛ لأنها ترجع بالمعرفة كلها إلى الحس، وكل كلمة لا نرى مصداقها في شيء محسوس فهي لغو فارغ وقرقعة أشبه بقرقعة الأصوات المادية.
أما المذاهب الفلسفية الأخرى التي لا تقبل دعوى المنطقيين الوضعيين فتجمعها جامعة واحدة في النهاية، وهي الرجوع بالمعرفة إلى غير المادة، أو الرجوع بها إلى ما وراء الطبيعة.
Página desconocida