ولا يطلبها من عند رب العالمين، عجبا ممن يسأل حوائجه من ضعيف لا يسجد له أحد!! ولا يسألها ممن يسجد له كل أحد!! ( عجبا ممن يتذلل لمحتاج فقير!! ولا يتذلل للغني الكبير!! )، عجبا لمن يخضع ويتضعضع للعبد الفقير المحتاج الضرير!! ولا يخضع ويتضعضع للملك القدير!! الذي يعطي الكثير، ويكشف العسير، ويغني الفقير، وهو على كل شيء قدير.
من اتقى الله جعل له من أمره مخرجا، ومن دعاه بين له منهجا وفرجا، أجملوا في الطلب، فما من حكمه مهرب، من أجمل في الطلب، أتاه الرزق بلا تعب، إذا أحرزت رزق غد، فمن يضمن لك بالحياة إلى غد.
لما رأيت الناس يسألون كل معجب، نزهت نفسي عنهم وجعلت حوائجي إلى الرب.
قال الشاعر:
فلا تجزع إذا أعسرت يوما .... فقد أيسرت في الدهر الطويل
ولا تيأس فإن اليأس كفر .... لعل الله يغني عن قليل
ولا تظن بربك ظن سوء .... فإن الله أولى بالجميل
وقال غيره:
لقد علمت وما الإشفاق من خلقي .... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعنيني تطلبه .... ولو كففت أتاني لا يعنيني
لا خير في طمع يدني إلى طبع .... ورغفة من قليل العيش تكفيني
Página 327