( فإذا أردت أن تكون مثلهم فغمض عينيك عن الدنيا، وأختم أذنيك عن أقاويل أهلها، واصرف قلبك عن زهرات بهجتها )، فانقطع إلى ربك، وأعمر قلبك بذكره، واستعمل لسانك في شكره، واجعل قلبك مملوءا من محبته، وتلذذ بطاعته، فإنه يغنيك عن الخلق، ويهون عليك الصعوبة، ويخفف عنك المؤنة، وتصير حرا عن عبودية الدنيا إذا أوصلت حبلك بحبل الله عز وجل، ( وتسلم من الأشغال، وتصبح منير القلب، كثير الذكر، لذيذ المناجاة، حريصا على الطاعات، قليل الزلل والخطأ، قليل الغفلة، حسن الفعال، صافي الذكر، قليل الكلام والفضول، واسع الصدر ، خلوتك مع الله لا تزول، وأنسك بالله، لا تستوحش إن كنت في القفرة، ويكثر يقينك في قلبك، فبدنك مطيع، ولسانك ذاكر، وكلامك حق، وعملك زين، وسعيك مشكور، وكل شيء منك نور، وكل حركة وسكون منك محمود، قد أعد الله لك النعيم، في جنة النعيم.
Página 320