قالت ذلك ونهضت متثاقلة، فمضت حتى اختفت. ولبث الفتى حائرا لا يدري ماذا يأتي من الأمر، وكأن حجابا قد أزيل عنه، وأمرا قد كشف له، فوثب ومضى مسرعا حتى جاوز الباب وأخذ طريقه إلى بني زهرة. وقضت فاطمة ليلا ثقيلا، حتى إذا كان الصبح أقبلت عاتكة تسعى تريد أن تعلم علمها، فرأت فتاة محزونة كئيبة؛ فلما سألتها عن خطبها قالت:
إني رأيت مخيلة عرضت
فتلألأت بحناتم
5
القطر
فلمأتها
6
نورا يضيء له
ما حوله كإضاءة الفجر
ورأيته شرفا أبوء به
Página desconocida