En el margen de las aceras
على هامش الأرصفة
Géneros
هل كنت تقرأ ما يكتبه؟ قد تجد مفتاحا لأسراره وخبائثه، عندما طلبت منه أن يبادلك مضجعه ارتبك، رفض بشدة، حينما لاحظ تحايلك لقراءة ما خطه على سيقان الطلح أخذ يمحو كتابته، رغم ذلك استطعت أن تقرأ كلمة هامة: «الموت»، اسم زينب يتكرر باستمرار - زينب الخائنة - لاحظت أن ضوء المصباح الزيتي بدأ يتضاءل ويبهت، لم تشك في أنه وراء ذلك، لم تستطع أن تفسر انهماكه في الأيام الأخيرة في قراءة الروايات البوليسية، لم تلاحظ أنه أخذ يفتعل الخصام معك، كم أنت مسكين! بينما يتآمر أحدهم على قتلك، لكن ألم تختر الموت بكامل حريتك ووعيك؟ لكن لماذا لم يتأكد من رغبتك في ذلك؟ ربما كنت أهزل، ثملا، أو جننت، أو ... لم تستيقظ من نومك إلا عندما اكتشفت زجاجة الخمر المخبأة تحت السرير، عرفت في حينها سر شراء سكين المطبخ الجديدة والجوال، كل شيء حتى نظراته المريبة، كنت متيقنا أنه لا يسكر إطلاقا، فها هو ينصب لك الشراك في صمت، صبر وخبث.
ينام في هدوء، لكن في هذه الليلة كان يهذي كالمجنون - بزينب - خائنة يقول عنها. في الأيام الخوالي حدثك عنها كثيرا، كان اسمها منحوتا عميقا على ساق الطلح، تذوقه، خمرا بلا شك، كانت جرعة هائلة، أحسست بلذة ثم تورطت في الحاجة إلى كأس أخرى، لن تسكرك، تسللت إلى قطية المطبخ، جمعت كل الآلات الحادة ... الكبريت، الإزميل، حبل الغسيل، جالون الغاز ... كان الليل أهدأ من ابتسامة بوذا، يريد قتلك هذا المجرم، ألا يحتفظ بخنجر مسموم في مكان ما؟! أضأت الفانوس واستلقيت على الفراش لا لكي تنام، لكن لتبقى متيقظا مراقبا تحركاته.
كن حذرا، هبت الريح خريفية، أطفأت السراج، تستطيع أن تبقى صاحيا لن ينيمك الظلام، كح، انقلب في بطء، نهض فجأة، ها هو يصحو.
يحسبك نائما، وقف وسط الحجرة ثم مشى نحو الباب، ماذا يفعل؟!
خرج، عندما تأخر هاجمتك الظنون ، هل كان يبحث عن سكين، إزميل، أو حبل ليشنقك؟ أنت في كامل وعيك، لم تأت على نصف الزجاجة، ولو أتيت عليها كلها فإنها لن تسكرك، تموء القطط في الخارج، لن يقتلني هذا الوغد، حينما اندفق داخلا القطية صرخت في وجهه هائجا كالثور، مفزوعا: أنا لست سكران، لن تستطيع قتلي أيها المجرم!
لم تمهله، عاجلته بطعنة نافذة على صدره بسكين المطبخ، وأخذت تصرخ تهذي كالمجنون: أنا لست مجرما، لقد دافعت عن نفسي دفاعا مشروعا.
ثم احتضنت جنازتك ونمت.
16 / 8 / 1991م
جنونه
أخيرا انتصرت.
Página desconocida