En el margen de las aceras
على هامش الأرصفة
Géneros
أطفأ لمبة النيون، ولأن لايكة لا تحب الظلام؛ أضاء لها لمبة صغيرة، اعتاد قبل أن ينام أن يتنقل بمؤشر المذياع الصغير عبر المحطات الإذاعية باحثا عن أغنية جميلة ينام على إيقاعها، بالتأكيد لم يصدق أصحابه: أن ينتقل «جبارة ود جبر الدين الحفار» في لمح البصر من ألحفة الخيش، البنايات المهجورة والسكن العشوائي، الذباب والبعوض، إلى سرير النيكل، الجبن المعلب، ولحم الضأن.
في لمح البصر، كما لو نزلت عليه ليلة القدر، ضحك.
لو كان يحبك الله فماذا تفعل؟ غير الإذعان لرحمة محبته.
كان المغني الأمريكي يصرخ بشدة عندما قفزت لايكة من مضجعها، تمطت، أصدرت عواء باهتا، هزت ذيلها القصير، خفض صوت المذياع وأخذ يراقب تحركات هذا المخلوق الضخم. بالأمس قال له طبيب لايكة بعد أن أجرى عليه بعض الفحوصات: صحتك في تحسن، وتخلصت تماما من فقر الدم.
برفق أغرقت فراءها الناصع البياض المعطر في حوض الحمام، وأخذت تسبح في مرح، وتلاعب قطع الفلين الملونة الطافية على سطح المياه، في هذه الحالة عليه بتهيئة جهاز التجفيف الكهربائي ليجفف فراءها فور انقضاء متعتها المائية؛ لكي لا تصاب بالبرد أو داء الفطر.
سعيد وهو يؤدي كل ذلك، إن جده «جبر الله» كان يعمل سايسا للخيل أربعين عاما، عاصر الترك والإنجليز، وكان أشهر من ساس الخيل في بلده، وهو الآن يسوس الكلاب، كلها حيوانات، وقد يسوس حفيده - غدا - القطط. ابتسم لنفسه وهو يعود لسريره المريح مرة أخرى.
لا يدري ربما كانت الساعة تشير إلى الرابعة صباحا، أو بعدها بقليل، الحجرة شبه مضاءة عندما فتح عينيه على عواء لايكة وخدش مخالبها، مرهقا كان، أضاء لمبة النيون، ماذا أصاب لايكة؟ «كانت تتشبث محاولة صعود السرير ... آه» تذكر قول سابا: أحيانا تحب لايكة صعود السرير، فلا تحرمها ذلك، فهي لا تؤذي.
ساعدها على التسلق، حاول أن يواصل نومه، ربما شك في وفاء سابا لزوجها العجوز، ولقد سمع بما فيه الكفاية عن زوجات الأغنياء ذوي الشعر الأبيض، كانت تقول إنه يحب الترحال والمال أكثر من أي شيء آخر، وأخذ يبحث في مخيلته عن عشيق يناسبها، حينما قفزت صورة السائق الوسيم. والحق يقال؛ لقد فكر في نفسه هو كذلك. لم ينم تماما حينما أحس بأنها تتمطى أمامه ملاصقة لجسده شبه العاري، فتح عينيه التعبتين، وعندما فردت ساقيها أصبحت في خط مواز لجسده. تنظر، تعوي، تلحس عضوها، تتمطى، لم يصدق عينيه، يهتز الجسد الضخم المعبق بالعطر الأنثوي، يعوي، يرتجف، فهمت الآن يا جبارة كل شيء، أطفأ كل الأنوار، أغمض عينيه بشدة. (...)
كان أذان الصبح قد بدأ نداؤه، ويستطيع أن يتسمع هدير السيارات، وقع أحذية العمال وهم ينشدون أعمالهم، ضحك في نفسه، خيل إليه أنه نبح. كانت تنام في هدوء تام حينما خرج من الحمام وصرخ في وجه الخادمة بأن تعد له الإفطار في قاعة الطعام.
لقد أصبح من أعضاء الأسرة.
Página desconocida