En el margen de las aceras
على هامش الأرصفة
Géneros
ملابسهم ذات الألوان الداكنة المليئة ببقع الطلاء، الأسمنت والزيت، لغتهم اليومية المستهلكة. صدحت: حفر جدول.
السائق الوسيم وضع الجاروف والفأس داخل صندوق الخلفية ثم انتهره: اركب!
ثارت موجة من الأغبرة عندما ضرب جبارة قدميه بشدة على الأسفلت، تخلص من بعض ما علق بحذائه من أتربة، امتعض السائق، فتح هو باب العربة وركب، ولكنه فجأة صاح مذهولا: الكلب!
قالت وعلى فمها ابتسامة باهتة: لايكة مخلوقة مسالمة وطيبة جدا.
اندهش قليلا لكلمة طيبة، ولكنه أخفى دهشته بظل ابتسامة أحس في ذاته أنها مبتذلة، جلس ملاصقا للباب مبتعدا عنها بقدر الإمكان، تهز ذيلها القصير بتودد وتقترب منه ، لم يذكر أنه رأى كلبة بهذا القدر من النظافة والنعومة، أحس أنها أنظف منه بكثير وأسعد، كان فراؤها أرق ملمسا من القطيفة وأكثر بهاء، معبق هذا الفراء بعطر أنثوي مثير، ضخمة، تقاسيم وجهها مخبأة تحت شلال من الصوف الأبيض الناعم، إلا أن عينيها الحمراوين تطلان من وقت لآخر حينما تهز رأسها أو تهتز العربة ... كانت ترقبه بواسطة مرآة العربة الداخلية.
إنها من أب بريطاني أصيل وأم ألمانية!
يرى وجه السائق منعكسا على المرآة، نظيفا عليه شارب حف بإتقان وصبر خاص، ذقن أملس «لعقه الكلب»، كان ينطلق عبر الشوارع الفسيحة الفارغة في جنون وهو يهذي بأغنية رخيصة. - ألم تسمعني؟ - آه ... أنا؟
وعند بوابة الفيلا العتيقة وضع جاروفه وفأسه أمامه، اقتعد قالبا من «الطوب الحراري»، حفر في نفس الحي ورفاقه حديقتين وما يقارب المائة بئر، يعرف هذا المكان جيدا، في نهاية الشارع وقرب المتنزه امرأة تبيع الطعام للعمال في ظل عمارة تحت التشييد، فإذا أخبرته بموضع عمله وأعطته «العربون» فسيتناول إفطاره عندها قبل أن يبدأ «عمله»، وبعد ربع ساعة سمع صوتها يطالبه بالدخول.
تماما كما تخيله، كان منزلا فخما تتقدمه حديقة خضراء مزهرة، وفي حجرة جانبية متسعة قدمت له الخادمة إفطارا وبعض الفاكهة، لم يندهش لذلك، فغالبا ما يقدمون إليه إفطارا عندما يعمل في المنازل، سواسية في ذلك الأغنياء والفقراء من الناس، ولكنها أخذت تسأله: من أين أنت؟ أين تقيم حاليا؟ ألا يزال أهلك هناك؟ كيف تقيم في مثل تلك الأماكن؟ فلقد قرأت عنها كثيرا في الجرائد، ولماذا لم تكمل تعليمك الثانوي؟ أتخجل مني؟ لا أصدق.
كيف أنك لا تدري كم عمرك، أليس لديك شهادة ميلاد؟
Página desconocida