أبدي ائتلافا ويبدون الخلاف، وقد
غدا لهم في جيوش الهجر تجريد
وكم أقابلهم مستنجزا، ولهم
لسوء حظي، في الأعراض ترديد
لو للسعادة عين في مساعدتي
ما كان لي ساعد بالطوق مشدود
هي تعني أن السعادة لو شاءت أن تساعدها ما كانت أوجدتها مقيدة بقيود هذه البيئة، خاضعة لظلم الوسط الذي يرهقها . وهنا نتأكد مرة أخرى أنها لم تكن سعيدة. وسنفهم شيئا فشيئا أنها كانت تتألم من انفرادها الأدبي، وسط المجهود الذي تبذله في رجاء ونشاط فيئوب عليها مقاومة وفشلا. فإذا بها تلقي إلينا بهذه النصيحة غير الجديدة:
لا تفرحن بدنيا أقبلت وصفت
بكل ما ترتضي، واحذر عواقبها!
وعلام هذا التحذير؟ لأن من صفت له الدنيا من ناحية تجهمت له من ناحية أخرى؛ لأن الصفاء نفسه لا يدوم، وقد لا يطول حتى ينقلب كدرا. فخير شيء وسط هذا التحول في العسر واليسر، انتهاج طريق العفة والاستقامة والصلاح:
Página desconocida