فقال بأسف: إنها تتكلم بلغته ... •••
ومضى يحكي لي في إسهاب كيف انقلبت الأمور في الداخل والخارج دون إضافة جديدة لما قاله الكاهن الأكبر لآمون أو الحكيم آي. •••
ثم قال: وعند ذاك نصحته قائلا: «علينا أن نغير من سياستنا.» ولكنه كان يتصدى لأي خطوة توحي بالتراجع، وينتشي بالحماس، فقال لي: يجب المضي في المعركة الإلهية حتى نهايتها، ولن يكون لها إلا نهاية واحدة هي النصر!
وربت على منكبي بعطف، ثم واصل: لا تشارك التعساء إصرارهم على حب التعاسة!
ولما ازدادت الحال سوءا تمنيت مرة أخرى أن أقتله بسيفي وأنقذ البلاد من جنونه، وتمنيت أن أقتله باسم الحب والولاء. وتبين لي أن ما حسبته قوة جبارة تنطلق من أعماق هيكله الضعيف ما هي إلا جنون أهوج يجب حصره وشكمه. وعند ذروة الأزمة زارتنا الملكة الوالدة تيى، واستدعتني إلى لقاء بقصرها جنوب أخت آتون، وقالت لي: سيكون لي حديث طويل مع الملك.
فقلت لها بكل إخلاص: لعلك توفقين فيما فشلنا فيه.
فرمقتني بنظرة كنت خبيرا بعمقها، وسألتني: هل دفعتك الأحداث إلى مصارحته برأي جديد في الموقف؟
فأجبتها من فوري لسابق علمي بتأويلاتها للتردد الذي قد يسبق الإجابة: اقترحت يا مولاتي تغيير السياسة في الداخل والخارج.
فقالت بارتياح: هذا ما ينتظر من المخلصين أمثالك. - إنه مليكي وصديقي كما تعلمين يا مولاتي ...
فواجهتني بنظرة صريحة وسألتني: هل تعدني يا حور محب بالمحافظة على الولاء له في جميع الظروف والأحوال؟
Página desconocida