وقلب عينيه البنيتين في وجوهنا، وقال بهدوء وتصميم: لا مفر من حسم الموقف لإنقاذ البلاد.
ولم ينبس أحد باعتراض. وطلبنا مقابلة رسمية، وأدينا فروض التحية التقليدية أمام العرش. وكان إخناتون يبتسم، أما نفرتيتي فتبدت جامدة عاطلة من تألقها المألوف. وابتدرنا إخناتون: ليس وراءكم خير!
فقال حور محب: جئنا من أجل خير مصر يا مولاي.
فقال بهدوء ويقين: إني أعمل لخير مصر ولخير العالم كله.
فقال حور محب: البلاد على شفا حرب مهلكة، ولا بد من قرار حازم لتجنيبها ويلات الخراب.
فسأله الملك: هل لديكم اقتراح؟
فقال: لا مفر من إعلان الحرية للأديان، وإصدار أمر لجيش الحدود بالدفاع عن الإمبراطورية ...
فهز الملك رأسه المتوج بتاج القطرين وقال: هذا يعني الارتداد إلى الكفر، وما يحق لي أن أصدر قرارا إلا تنفيذا لإرادة إلهي الخالق الواحد.
فقال حور محب بجرأة: من حقك يا مولاي أن تحتفظ بعقيدتك، ولكن عليك في تلك الحال أن تتنازل عن العرش ...
فقال بإصرار وعيناه تتوهجان كضوء الشمس: هيهات أن أرتكب خيانة في حق إلهي المعبود بالتخلي عن عرشه!
Página desconocida