La genialidad del Imán Alí
عبقرية الإمام علي
Géneros
وجعل يذكره عهوده وعهود رسول الله، ومنها مقالة النبي: «والله ستقاتله وأنت له ظالم.»
فاستغفر الزبير وقال: «لو ذكرتها ما خرجت.» •••
ولما وقف علي على جثة طلحة بكى أحر بكاء، وجعل يمسح التراب عن وجهه وهو يقول: «عزيز علي أن أراك أبا محمد مجندلا تحت نجوم السماء.» وتمنى لو قبضه الله قبل هذا اليوم بعشرين سنة ...
والمودة عند فارس كعلي عهد محفوظ وموثق مذكور، إن فاتها أن تكون حنان قلب أو ألفة شعور.
ويخيل إلينا أنه لم يرزق قط صداقة الألفاء الذين يرعاهم ويرعونه؛ لأنه يحبهم ويحبونه، ولكنه عامل الناس وعاملوه على سنة العهود وديدن الفروسية، فلم تزل بينه وبينهم إيماءة إلى سلاح مغمد أو سلاح مشهور.
ومثل علي لا يرزق صداقة الألفاء؛ لأنه من أصحاب المزايا التي تغري بالمنافسة أو بالحسد ولا تحميها المنافع ولا المسايرة والمداراة.
فهو شجاع، عالم، بليغ، ذكي، موصول النسب بأعرق الأرومات ... فإن لم يحسد هذا، فمن يحسد؟ ...
وإن حسد، فما الذي يفل من غرب حاسديه؟ ... وما الذي يفيء بهم إلى القصد في عدائه والتأليب عليه؟ ... •••
إنهم يستبعدون يومه في الإمارة والسلطان، وإذا استقربوا يومه في الإمارة والسلطان، فلا مطمع لهم في النفع على يديه وهو قوام بالقسط على الأموال والحقوق، فنصيبه إذن منهم نصيب المحسود الذي لا رجاء له في هوادة من حاسديه، وليس أحقد من الناس على صاحب عظمة لم يطمعوا في نفعه ولم يزالوا على طمع في النفع من خصومه، وبليته بهم أكبر وأدهى حتى لا يصطنع الدهان ولا يعمد معهم إلى الختل والروغان ... على أنه لو داهنهم وراوغهم لما اغتفروا له ذنب العظمة التي لا تحميها حماية من طمع أو نكاية، أو كما قال الحكيم الغربي: «إن نسي أنه أسد لم ينسوا أنهم كلاب.»
وهكذا فرضت على الرجل العظيم ضريبة العظمة الغريبة في ديارها وبين آلها وأنصارها ...
Página desconocida