La genialidad del Imán Alí
عبقرية الإمام علي
Géneros
وعلى هذا ينبغي أن نرجع إلى علة غير سياسة علي لتعليل العوائق، التي قامت دون مبايعته بالخلافة قبل الصديق والفاروق وعثمان ...
فهو غير مسئول عن نظرة العصبية التي نظرت بها قريش إلى السيادة الهاشمية.
وهو غير مسئول عن سنه التي تأخرت به عن مشيخة الصحابة من ذوي السابقة في الجهاد والزعامة، والأصالة بين ذوي الأسنان والأخطار ...
وهو غير مسئول عن الصفة العالمية، التي جعلت تأسيس الإسلام على أسرة واحدة في العالم كله أمرا ملحوظا بالتوجس والإحجام منذ اللحظة الأولى ...
نعم قد يسأل الإمام عن علاقته بالناس وقدرته على تألفهم بالآمال والمجاملات؛ ليأنسوا إليه ويرفعوا حجاب الجفوة بينهم وبينه، ويؤثروه على غيره بالخلافة؛ أملا في بره واطمئنانا إلى حفاوته ووده.
وقد يرد على بعض الخواطر ، أن سياسة الدولة الدنيوية أو سياسة الإرضاء بالمنافع والوعود، كانت أجدى عليه من آداب الخلافة الدينية وأخلق بتمكينه أولا وآخرا بين قريش وقبائل العرب عامة ...
فهذا في رأيهم مأخذ يرجع إلى شخصه وأعماله، ويسأل عنه كما يسأل الإنسان عن عمله وتصريف إرادته وفكره، ولا يجوز أن نرجع به إلى حكم الحوادث القاهرة، وسلطان المصادفات التي لا قبل له بتبديلها.
ولكن الواقع أن هذه السياسة - سياسة المنافع الدنيوية - لم تكن لتجديه شيئا بعد وفاة النبي، ولا بعد مقتل عثمان ...
فبعد النبي - عليه السلام - لم تكن ذخائر الفتوح قد استفاضت في الأيدي، وأنشأت في المجتمع الإسلامي طبقة مسموعة الصوت تحرص عليها وتستزيدها ...
فالذي يناضل في سبيل الحكم بسلاح هذه المنافع، إنما كان يناضل بسلاح غير موجود ... بل كان يناضل سلاحا ماضيا ينهزم أمامه لا محالة، وهو سلاح الحماسة الدينية التي غلبت في ضرباتها الأولى كل سلاح.
Página desconocida