La genialidad del Imán Alí
عبقرية الإمام علي
Géneros
فرد عليه معاوية بما يلي:
سلام عليك ... أما بعد، فلعمري لو بايعك الذين ذكرت وأنت بريء من دم عثمان، لكنت كأبي بكر وعمر وعثمان، ولكنك أغريت بدم عثمان وخذلت الأنصار، فأطاعك الجاهل وقوي بك الضعيف، وقد أبى أهل الشام إلا قتالك حتى تدفع إليهم قتلة عثمان ... فإن فعلت كانت شورى بين المسلمين، وإنما كان الحجازيون هم الحكام على الناس والحق فيهم، فلما فارقوه كان الحكام على الناس أهل الشام، ولعمري ما حجتك على أهل الشام كحجتك على طلحة والزبير، إن كانا بايعاك فلم أبايعك أنا، فأما فضلك في الإسلام وقرابتك من رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فلست أدفعه ...
ومن رد معاوية هذا، تبدو النية الواضحة في فتح أبواب الخلاف واحدا بعد واحد ... كلما أغلق باب منها بقي من ورائه باب مفتوح، ولا ينتهي الخلاف بإغلاقه.
فتسليم قتلة عثمان لا يكفي؛ لأن عليا نفسه متهم بالإغراء والتخذيل، وبراءة علي من هذه التهمة لا تكفي؛ لأن المرجع بعد ذلك إلى الشورى، والنظر في البيعة من جديد ...
وشورى الحجازيين والعراقيين لا تكفي؛ لأن الحق قد خرج منهم إلى أهل الشام، وهم الحكام على الناس ... لأنهم يحكمون لمعاوية ولا يحكمون لغيره ...
ومن ثم، بطلت الحجج والرسائل كما تبطل كل حجة وكل رسالة عندما يقال باللسان غير ما يجول في الصدور.
وزحف علي من الكوفة إلى صفين، ووجد جيش معاوية على الماء ... فنحاه عنه بعد أن أبى عليه معاوية أن ينحيه بغير قتال ...
وبدأت العثرات من ثم في كل خطوة يخطوها للسلام أو لقتال، فلا يتحفز فريق من أنصاره للحرب حتى يثنيه فريق آخر يحرمها ولا يقول بوجوبها، وتحاجز القوم نيفا وثمانين فزعة ... وتصاولوا في وقعات شتى غامرت بها طائفة من هنا وطائفة من هنا، وقلما اشتبك فيها الجيشان في وقعة جامعة حتى كانت وقعة الهرير، وحاقت الهزيمة بجيش معاوية وقيل: إنه هم بالفرار ... وإذا بالمصاحف ترفع على الحراب من قبل جيش الشام، وإذا بالعثرة الكبرى التي لا خطوة بعدها في طريق فلاح ... فإن عليا نظر حوله، فإذا بجيشه يوشك أن يقتتل فيما بينه نزاعا على القتال أو إلقاء السلاح، وإن معاوية لفي غنى عن كفاح قوم لا يتفقون على كفاحه ... فله منهم سيوف مشرعة لنصرته، شاءوا أو لم يشاءوا، وسيكفونه مئونة الحرب حتى يتفقوا بينهم على حربه، وهيهات! •••
Página desconocida