Burhan
البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا
Géneros
﴿مَا﴾ بمعنى الذي في موضع نصب بـ ﴿وَأَعْلَمُ﴾، ويقال بثثت مابي أبثه بثًا إذا ذكرته، وابثثتك مابي إذا أطلعتك عليه (١).
قال ذو الرمة (٢):
وَقَفتُ عَلى رَبع لِمَيَّةَ يا فتى (٣) ... فَما زِلتُ أَبكي عِنَدهُ وَأُخاطِبُه
وَأَسقيهِ حَتّى كادَ مِمّا (٤) أَبُثُّهُ ... تُكَلِّمُني أَحجارُهُ وَمَلاعِبُه (٥)
وأصل البث: البسط والنشر (٦) قال الله جل وعز ﴿وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾ (٧) أي: منشورة مبسوطة، ﴿يَا بَنِيَّ﴾ نداء مضاف، ﴿اذْهَبُوا﴾ أمر، ﴿فَتَحَسَّسُوا﴾ معطوف على ﴿اذْهَبُوا﴾ وهو جواب
(١) ابن دريد، مرجع سابق، ١/ ٦. ابن منظور، مرجع سابق، ٢/ ١١٤. ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مرجع سابق، ١/ ١٧٢.
(٢) غيلان بن عقبة بن مسعود العدوي، أبو الحارث، ذو الرمة، من مضر، (٧٧ - ١١٧ هـ) شاعر، من فحول الطبقة الثانية في عصره، توفي بأصبهان، وقيل: بالبادية. ابن عساكر، مرجع سابق، ٤٨/ ١٤٢. ابن خلكان، مرجع سابق،٤/ ١١. ابن منظور، مرجع سابق، ٢٠/ ٢٢٦. الذهبي، سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ١٧/ ٢٨٠.
(٣) كذا في الأصل"يا فتى" ولعل الصواب "ناقتي" كما عند ابن فارس، الصاحبي في فقه اللغة العربية، مرجع سابق، ١٢/ ١٧٢.ابن منظور، مرجع سابق، ١٤/ ٣٩١. وللسياق والله تعالى أعلم.
(٤) فأتى بالفاعلِ ظاهرًا فقد حَمَلَه بعضُهم على الشذوذِ، وينبغي أن يُقال: إنما جاز ذلك لأن الأحجارَ والملاعب هي عبارةٌ عن الرَّبْع، فهي هو، فكأنه قيل: حتى كاد يكلِّمني، ولكنه عَبَّر عنه بمجموع أجزائه، الزجاج، مرجع سابق، ٤/ ٤٨.الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢٥٠. القرطبي، مرجع سابق، ٩/ ٢٥١.
(٥) ابن فارس، الصاحبي في فقه اللغة العربية، مرجع سابق، ١٢/ ١٧٢.ابن منظور، مرجع سابق، ١٤/ ٣٩١.
(٦) الفراهيدي، العين، مرجع سابق، ٨/ ٢١٧.كراع النمل، أبو الحسن علي بن الحسن الهُنائي الأزدي، (ت: بعد ٣٠٩ هـ) المُنَجَّد في اللغة (أقدم معجم شامل للمشترك اللفظي، ت: دكتور أحمد مختار عمر، دكتور ضاحي عبد الباقي، ط ٢، (القاهرة: عالم الكتب-١٩٨٨ م)، ١/ ١٣٧. ابن دريد، مرجع سابق، ١/ ١٦٣. الجوهري، مرجع سابق، ١/ ٢٧٣.
(٧) سورة الغاشية، الآية: ١٦.
1 / 294