Constructores del Islam: Mahoma y sus Sucesores
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Géneros
فلما بلغت زاوية مبنى المسجد الحرام هرولت في مشيتي عند العلمين، ودعوت: «رب اغفر وارحم وتكرم، وتجاوز عما تعلم، إنك تعلم ما لا نعلم، سبحانك إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.» وأخذت في ترديد هذه الآية وغيرها إلى أن وصلت إلى المروة، فصعدت على درجاتها، وهناك وليت وجهي شطر الصفا، ثم تلوت الآية الشريفة:
إن الصفا والمروة من شعائر الله ...
الآية، وأخذت أردد الأدعية التي تلوتها في الشوط الأول حتى أتممت السعي سبعة أشواط.
والآن وقد انتهيت من الطواف والسعي، فلأتحلل من العمرة، فابتعت طليا وذبحته وتصدقت بلحمه، لتنعمي بارتداء ملابسي، وتحللي من قيود العمرة إلى يوم الحج، ثم يممت نحو الحلاق؛ حيث قصصت بعض شعرات من رأسي، ومن ثم ارتديت ملابسي العادية.
وعلى المعتمر أن يتذكر كم شعرة سقطت من جسمه وقت الاعتمار، فلربما يكون قد حك جلده فينتج عن ذلك سقوط بعض شعر جسمه، فجزاء سقوط الشعرة الواحدة أن يوزع على المساكين ما قيمته قدح ونصف من طعام أهل البلد؛ قمحا أو شعيرا.
ولا ريب في أن لمناسك الحج حكما وعبرا، فإذا كنا قد قدمنا بالشرح والبيان الحكمة في العمرة والعبرة منها، وذكرنا الحكمة في ذبح الطلي بعد التحلل من هذه العمرة، فإننا ولا ريب لن نغفل الإتيان في هذا المقام بوصف الحكمة في الطواف والعبرة منه كذلك، ثم الحكمة في السعي، والعبرة المستمدة منه أيضا.
الحكمة في الطواف
في الطواف توجه لقلوب الحجيج الخاشعة إلى الله العلي العظيم في وقت واحد، ولغاية قدسية واحدة، وفي الطواف تذكير وتمجيد لعمل إبراهيم عليه السلام، وهو تحطيم الأصنام والقضاء على الوثنية، إشهارا لوحدانية الخلاق العظيم.
وفي الطواف تذكير بقدرة الله، ورحمة الله، ولطف الله.
في الطواف تذكير بخالق الكون، رافع السماوات، باسط الأرضين، مفجر البحار، موطد الجبال، ناشر الريح، وهو على كل شيء قدير.
Página desconocida