وحكى عن أبي العباس القلانسي قال: "العقل قوة التمييز".
وعن الحارث المحاسبي أنه قال: "العقل أنوار وبصائر".
ثم قال: "الوجه أن لا يصح ما ينقل عن هؤلاء الآئمة فإن الآلة تستعمل في الأجسام المبنية واستعمالها في الأعراض مجاز على أنا نقول كل حاسة من الحواس آلة التمييز وليس عقلا ولا المؤمنون بها عقلاء والكفار معهم عقول ومعهم آلة التمييز ثم لا يميزون بين الحق والباطل.
فإن قالوا: أردنا بذلك انه يصح بها التمييز والاستدلال والكفار يصح منهم ذلك.
قلنا: هذا يبطل بالدليل والنظر وقول الرسول والمفتي فإن كان واحد ممن ذكرناه يميز به بين الأحكام وليس ذلك من العقل في شيء فإن صحت هذه الحكاية فإن المعنى بها ما يقع به التمييز ويمكن معه الاستدلال على ما وراء المحسوس والخلاف يرجع إلى