أم النقارس :
نعم ممكن؛ لأنه واقع، ولك أن تطمئن إلى صدق كل ما أقول، وأنت تعرف حدائق مدام بريون، وتعلم أنها ما أصلحها للسير فيها، إنك تعرف الدرج الذي تعد منه مائة وخمسين من الأرض إلى المرتقى الأعلى، وإنك لتزور هذه الأسرة المحبوبة مرتين كل أسبوع فيما بعد الظهيرة، وإنك لأنت القائل: إن «التمرين» على صعود الدرج ونزوله أكبر من التمرين على المشي في السهول. فما كان أجمل الفرص التي تتيح لك أن تجمع بين هذا التمرين وذاك التمرين. فهل انتفعت بهما؟ وكم مرة يا ترى؟
فرنكلين :
لا أقدر على الجواب الصحيح عن هذا السؤال.
أم النقارس :
إذن أتولى أنا الجواب عنك، ولا مرة!
فرنكلين :
ولا مرة؟
أم النقارس :
نعم ولا مرة؛ ففي أيام الصيف الماضي الجميل وصلت ثمة عند الساعة السادسة، ووجدت ثمة تلك السيدة المليحة وأطفالها الحسان وأصحابها جميعا على استعداد لمزاملتك في السير وإمتاعك بأحاديثهم الرائقة. فماذا صنعت؟ جلست على الشرفة وأثنيت على المنظر الجميل، وعاينت جمال الحدائق من تحتك ولم تخط خطوة واحدة لتهبط إليها وتسير فيها، وعلى نقيض ذلك طلبت الشاي ورقعة الشطرنج ورسخت في مجلسك حتى الساعة التاسعة، ولعبت نحو ساعتين بعد تناول الطعام، ولم تعد بعد ذلك إلى منزلك مشيا كي تتحرك بعض الحركة، بل عدت إليه جالسا في مركبتك. فأية حماقة تلك التي تسول لك أن تظن أنك مع هذا الشطط تملك صحتك بغير زاجر مني.
Página desconocida