انتهى حسنين إلى باب السطح، ثم تنهد بصوت مسموع ليبلغها صوته، ولكنها تجاهلته وسارت متمهلة صوب الحجرة الخشبية، فتنحنح، ثم اندفع نحوها بجسارة والشمس تلقي عليها أشعة الوداع، فدارت على عقبيها وطالعته بوجه كتوم يأبى أن يعلن عن غضب أو رضا، ثم تمتمت: أما لهذا من آخر؟
فضحك ضحكة قصيرة وقال: إنك تؤدبينني أدبا لن أنساه.
فقالت وهي تحافظ على سكون وجهها: ليتك تزدجر.
ففرقع بإصبعه وهتف: هيهات!
ثم تنهد بصوت مسموع وكان يتطاير من الفرح لما آنسه من رغبتها في محادثته. - هيهات أن أنثني عن حبك.
فتورد وجهها، وعبست قائلة: لا تردد هذه الكلمة.
فقال بعناد وهدوء وتوكيد: أحبك! - أتروم إغاظتي؟ - لا أروم إلا حبك.
فقالت بحدة: سأصم أذني.
فرفع صوته قليلا قائلا: أحبك، أحبك، أحبك!
فلاذت بالصمت، وجعل يلتهم وجهها بعينيه في شوق وانجذاب، حتى لم تعد تحتمل وقع نظراته فولته ظهرها مبتعدة، ولكن اندفع وراءها فالتفتت نحوه مقطبة، وقالت: أرجو أن تدعني وتذهب.
Página desconocida