Declaración Clara y Evidencia Correcta en la Cuestión de Aprobación y Desaprobación

Mutawakkil Ismacil d. 1087 AH
143

Declaración Clara y Evidencia Correcta en la Cuestión de Aprobación y Desaprobación

البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح

Géneros

Fiqh chií

قال البكري في شرحه: يقال بل ذلك لازم؛ لأن وصف الشيء بأنه صحيح من وجه مستحيل من وجه مناقض وإن اختلف المقتضي للصحة فالاستحالة؛ لأنهما كالصفتين المتضادين فلا يصح اجتماعهما لذات واحدة وإن اختلف المؤثر، كما لا يصح أن يقال هذا الشيء موجود من وجه، بل أن يثبت له الوجود استحال أن يكون معدوما بأي وجه، فكذلك لا يقال هذا الشيء صحيح الثبوت ثم يقال أنه مستحيل الثبوت بأي وجه؛ لأنهما كالوجود والعدم سواء سواء، والأقرب أن الشيخ أبا الحسين لا يجمع بين الصحة والاستحالة في حالة واحدة، بل يقول أنه يستحيل منه تعالى فعل لعدم الداعي الذي هو شرط عنده في صحة وقوع الفعل من القادر، ولهذا شبه بالآلة، ويقول: أنه تعالى مع ذلك قادر عليه أي يصح منه إيقاعه لو كان داع إلى إيجاده، غير أنه يستحيل عليه الداعي إلى ذلك فاستحال وقوعه منه، وذلك لايقدح في كونه قادرا عليه؛ لأنه ليس من حق القادر على الشيء أن يصح منه فعله على الإطلاق، بل من حقه أن يصح منه فعله على بعض فلم يجمع بين الصحة والاستحالة في حالة واحدة، بل نقول: إنه يستحيل منه تعالى القبيح لعدم الداعي الذي شرط عنده في صحة وقوع الفعل من القادر ولهذا شبه بالآلة، ونقول: أنه تعالى مع ذلك قادر عليه أي يصح منه إيقاعه لو كان له داع إلى إيجاده غير أنه يستحيل عليه الداعي إلى ذلك فيستحال وقوعه منه، وذلك لا يقدح في كونه قادرا عليه؛ لأنه ليس من حق القادر على الشيء أن يصح منه فعله على الإطلاق، بل من حقه أن يصح منه فعله على بعض الوجوه فلم يجمع بين الصحة والاستحالة في حالة واحدة كما رأيت، بل جزم بوقوع الاستحالة لعدم الداعي، وجعل الصحة مشروطة بوجود الداعي المستحيل عليه، وهذا قد صرح به الشيخ محمود في (الفائق) قال: ويمكن أن نذكر في ذلك وجه آخر فيقال: إن التي أثبتها أبو الحسين مع الاستحالة ليست الصحة التي هي نقيض الاستحالة، وإنما هي الصحة المقتضاة عن القادرية وهو التعليق فلا يكون إذا قد جمع بين النقيضين، ولعل هذا الوجه هو الذي حمل عليه المصنف كلام أبي الحسين.

قال: في (المنهاج): وأما سائر الشيوخ فيمنعون من الجواب بالنفي والاثبات هنا كما تقدم في تقرير وقوع الظلم، أيدل عن الجهل والحاجة أم لا؟ وعلى كل حال فالمطلوب هنا أن العلم تابع للمعلوم غير مؤثر فيه.

قال الإمام يحيى بن حمزة في (الشامل) ما معناه: الذي عيله أكثر الشيوخ أبو علي وأبو هاشم وقاضي القضاة وغيرهم من جلة البصريين وهؤلاء هم الذين قالوا: بأن صدور القبيح من الله صحيحة فقد اضطربوا في هذه الشبهة، وأجابوا عليها بأجوبة، ونحن نوردها وننبه على وجه ضعفها بمشيئة الله تعالى.

Página 157