لا لفظه صحيح، ولا معناه مستقيم، ولا فيه شيء من الشرائط الثلاث التي هي أركان البلاغة، وإنما تكلف هذا الكلام الغث لأجل ما فيه من السجع. والساجع عادته أن يجعل المعاني تابعة لسجعه، ولا يبالي بما يتكلم به إذا استوت أساجيعه واطردت.
ولخلو هذا الكلام من كل نوع من الفوائد قال أبو بكر ﵁ حين طرقت سمعه: أشهد أن هذا الكلام لم يخرج من بال. وأخبرني ابن الفارسي محمد بن القاسم بن الحكم قال: أخبرني أبي قال أخبرني إبراهيم بن هانئ قال: أخبرني يحيى بن بكير قال: أخبرني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن نشيط قال: بعث رسول الله ﷺ عمرو بن العاص إلى البحرين، فتوفي رسول الله ﷺ وعمرو ثم َّ. قال عمرو: فأقبلت حتى مررت على مسيلمة فأعطاني الأمان ثم قال: إن محمدًا أرسل في جسيم الأمور وأرسلت في المحقرات. فقلت: أعرض علي ما تقول. فقال: " يا ضفدع نقي فإنك نعم ما تنقين. لا واردًا تنفرين، ولا ماءً تكدرين، يا وبر يا وبر، يدان وصدر، وسائرك حضر نفر ". ثم أتى أناس يختصمون إليه في نخل قطعها بعضهم لبعض فتسجَّى بقطيفة ثم كشف رأسه فقال: " والليل الأدهم، والذئب الأسحم، ما جاء بنو أبي مسلم من محرم " ثم تسجَّى الثانية فقال: " والليل الدامس، والذئب الهامس ما حرمته رطبًا إلا كحرمته يابس، قوموا فلا أرى عليكم فيما صنعتم شيئًا ". قال: قال عمرو: أما والله إنك تعلم وإنا
1 / 56