============================================================
137 الا والله تعالى علم القرآن لجبرائيل، ثم بعد ذلك أمره أن ينزل على محمد آية كذا وسورة كذا.
كلما أمر جبرائيل بأن ينزل على محمد آية من القرآن أو كلمة كان ذلك عبارة الامن الكلام القديم ولم يكن محدثا؛ لأن كلام الله غير محدث.
ال وقال النجارية، والمتقشفة(1)، والمعتزلة، والجهمية لعنهم الله(2): القرآن محدث ومخلوق(3).
وقالوا: القرآن تكلم به ليلة القدر، ولم يتكلم قبل ذلك.
ل و قالوا: القرآن أوامر ونواه، وليس من الحكمة أن يأمر المعدوم.
الو حجة أهل السنة والجماعة في أن كلام الله تعالى غير مخلوق، لأنه لو كان مخلوقا الا يخلو إما أن خلقه في غير ذاته أو في ذاته، فإن كان مخلوقا في غير ذاته لكان المتكلم ل ذلك الذات، لأن المتكلم من قام به صفة الكلام، كالأسود والأحمر اسم لشخص قام (1) في (ز): المتفلسفة.
(2) كثيرا ما ترد كلمة "العنه الله" عقب ذكر بعض الفرق المخالفة، وهذا ليس بالضرورة من قول المؤلف ال رحمه الله، بل لعله من فعل النساخ، نظرا لاختلاف النسخ الخطية في هذه العبارات تحديدا، وعلى أي حال، فإنني لا أوافق على لعن الفرق المخالفة كالمعتزلة مثلا، لذالزم التنبيه.
(3) من حجج المعتزلة في هذه المسألة قولهم: "إن الله أخبر عن أمور ماضية مثل قصص الأمم السابقة، ل ولو كان إخباره عنها سابقا عليها لكان الإخبار قبل وجودها كذبا والله منزه عن ذلك.
ل والجواب عن هذه الشبهة: هذا كلام فاسد، لأن كلام الله تعالى لا يتعلق به زمان، بل هو مطلق الخبر، والمتعلق بالزمان المخبر عنه، فإن كان لم يوجد بعد، كان الإخبار إخبارا أنه يوجد، وإذا وجد كان إخبارا أنه للحال موجود، وإذا انقضى كان إخبارا أنه وجد فيما قبل، والتغير على المخبر عنه لا على الإخبار الأزلي".
Página desconocida