============================================================
127 ل وعن علي رضي الله عنه أنه سئل: "أين كان ربنا قبل أن خلق العرش؟ فقال الارضي الله عنه: أين سؤال عن المكان، وكان الله تعالى ولا مكان ولا زمان، وهو الآن كما كان"(1).
ال وعن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال: "التوحيد ثلاثة أحرف: أن تعرف أنه اليس من شيء، ولا في شيء، ولا على شيء، لأن من وصفه أنه من شيء فقد وصفه بأنه مخلوق فيكفر، ومن وصفه أنه في شيء فقد وصفه أنه محدود فيكفر، ومن وصفه أنه على شيء فقد وصفه أنه محتاج محمول فيكفر"(2).
وردت في بعض الأصول الخطية لمتن الوصية وشرحها كما يلي: "من غير أن يكون له حاجة، ال ومن غير أن يكون استقر عليه".
الويقول الإمام البزدوي في كتابه "أصول الدين" ص41 ما صورته: "الله تعالى على الصفة التي كان عليها قبل خلق العالم، أما قوله تعالى: إليه يصعد الكلمر الطيب والعمل الصللح يرفعد.) (فاطر: 10] نقول: إن الحقيقة ساقطة العبرة ها هنا لأن الكلام لا يتصور منه الصعود حقيقة خصوصا كلام العباد فإنه لا بقاء له، فإذا لم يمكن العمل بحقيقة هذا الكلام فلم يعلم مراد الله تعالى من ذلك حقيقة فيصير بمعنى المجمل فلا يبقى حجة، ثم نقول: المراد منه والله أعلم هو المجازي على علو الكلم الطيب ويرفع صاحبه ويجعله عالي المقدار قريبا من الله تعالى من حيث علو الحال والرفعة لا من حيث الذات كما في الشاهد يكون الإنسان قريا من سلطان من حيث الرفعة والمكانة لا من حيث الجهة والمكان، فكذا هنا الله تعالى يرفع صاحب الكلم ويحمله على المنزلة، فيصعد بشرفه فإن الكلم قائم به... إلخ".
(1) "الفرق بين الفرق" للبغدادي ص 333.
(2) يقول الإمام أبو المعين النسفي في "التمهيد" ص158 وما بعدها ما صورته: "وإذا كان الله تعالى الا غير متمكن في الأزل ولا مماس للعرش فلو تمكن بعدما خلق المكان لتغير عما كان عليه ولحدثت فيه مماسة، والتغير وقبول الحوادث من أمارات الحدث وهو مستحيل على الله تعالى ولأن العرش محدود متناه متبعض متجزيء ثم إن الله تعالى لو كان متمكنا على العرش لكان الأمر لا يخلو إما =
Página desconocida