وفي صفرها وصل العولقي والواحدي إلى رداع، ثم إلى حضرة الإمام بضوران، وكان أحمد بن الحسن قد رجع عنه بعد جمعه لجنوده وجنود صنوه محمد بن الحسن هنالك، وأراد أن الإمام يعرف بما في وجهه من الناس، وما يتوجه لهم من الإيناس، ولما وصل الواحدي والعولقي إلى حضرة الإمام عرض عليهم القافلة التي راحت فأصلحوا فيها، ثم تناظروا فيما بينهم من القتول الجارية معهم في قبائلهم فتساقطوها، وزاد عند العولقي للواحدي قدر خمس وعشرين قتيلا، وكل هذه القتول التي حسبت لهم من بعد فتح المشرق ودخول أحمد بن الحسن إليه، فأما قبل فلم يجر فيها حساب[7/ب] لكثرتها فيما بينهم، وكان خروج العولقي من بلاده في عسكر كثير من قبائله فوق ألف نفر وبيارقه، فلما وصل طرف بلاد الرصاص منعه الشيخ صالح الرصاص وقال: ادخل بمائة نفر، فدخل كذلك.
وفي شهر ربيع وصل إلى الحضرة العالية رجل من الإمامية الإثني عشرية يتعرض للطلب، وجعل للإمام من شعره قصائد كثيرة على الحروف المعجمة، وخرج أيضا بصراوي يذكر أن له معرفة في أدوية البواسير يقال له: الشيخ يعقوب، فيحصل من الدواء هذا معه زوال ذلك، ولكنه يتعقبه من بعد الانتقاض وضعف البدن والعود، فلم يحصل منه كثير فائدة، وكان يرسم على الذي يداويه دراهم كثيرة قدر خمسة وعشرين قرشا وفوق، فمنهم من يبرأ، ومنهم من لا يحصل لدواه جدوى.
Página 302