ثم حذر بعد ذلك من قراءة بعض الكتب الممزوجة بالكذب ، كنهج البلاغة ، قال : فإن بعض المدارس الإسلامية تقرئه للتلاميذ لقصد تدريبهم على البلاغة والفصاحة ، فيخشى عليهم أن يثبت في نفوسهم لصغرهم شيء من معاني التشيع والرفع ، قال : أما نسبة الكتاب المذكور لسيدنا علي بن أبي طالب فهي نسبة كاذبة غير صحيحة .
وهو جمع الشريف الرضي ، والشريف المرتضى ، قال ابن خلكان وهما من رؤوس الشيعة ، ولا شك أن كثير من عبارات هذا الكتاب ، من كلام سيدنا علي ، كما أن كثيرا من عباراته مكذوبة عليه ، فينبغي اختصاره بحذف سيئاته ، وإثبات حسناته ، وحينئذ يستحسن قراءته في المدارس والدروس ، وتطيب به الأرواح والنفوس ، أما الآن وقد اختلط فيه الحق بالباطل ، فلا تجوز قراءته لأولاد المسلمين البته .
قال : ومن المنكر الذي يجب إنكاره ومنعه ، ما يفعله الأعاجم في بلاد العراق ، من إرسال جماعة من علمائهم ، موظفين من طرفهم لإغواء المسلمين ، لبث عقائد الرفض بينهم ، وهم منذ سنين كثيرة ، اعتادوا على هذا العمل المضر ، وصاروا يطوفون القرى والعشائر حتى ترفض بسببهم جماهير من الأعراب وأهل القرى في بلاد العراق ، فليحذرهم المسلمون
قلت : وكذلك يجب الإنكار على الدعاة الذين يدعون الناس إلى ترك مذهب أهل الإستقامة ويزينون لهم التمذهب بأحد المذاهب الأربعة ، فإن الأربعة ونحوها ، كلها مذاهب محدثه مبتدعه ، والحق ما عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتابعون من بعدهم ، وتابعوهم الذين لم تمل بهم الأهواء ، ولا غرتهم البيضاء والصفراء ، ألا وهم أهل الاستقامة في الدين ، الذين بذلوا مهجهم ، وجادوا بأرواحهم ، وأفنوا أشباحهم في رضى رب العالمين
التنبيه الثاني : في الطريق لتهذيب الأطفال :
Página 60