في الحث على التناصر والتوازر والاستعداد للعدو بما يستطاع من قوة والتنبيه على غوائله
وقد أحسن ذلك المعترض في بعض ما أورده في هذا الموضع ، وأساء في بعض ، وجملة نصه بنص حروفه :
فيا سيدي كان الله في عونكم ، أصلحوا ذات بينكم ، وكونوا على رأي واحد ، واستعدوا للعدو ما استطعتم من المقذوفات الجهنمية ، كهذه المدافع السريعة الطلقات والديناميت والبرانيق وغيرها ، فالعدو إليكم مقبل ، أوليس احتل البادري - أي القسيس - ببلد نخل ، يبني ويشيد ، وعن قريب سيرفع الصليب على رؤوسهم ، ولا يقدرون على مدافعته ، وأهل نخل كأنهم لا علم لهم بشيء ، فهم رجال يقتلون وينهبون جيرانهم وإخوانهم في الدين والمذهب والوطن والجنس ، وأيديهم عن هذا القسيس قاصرة ، وقد علموا أنه إذا حل بمكان ينتج منه الضرر ، ولكن رأوا خلفه دولة لها صولة وبطش شديد ، فلهذا تقهقروا ، أو ليس الإنجليز الطالب أن يبني في جبل على كسفة عيني من الرستاق ؟ أو ليس هو المكتشف على عمان قرية بعد قرية ؟ وبأيديه قراطيس يسب فيها محمد صلى الله عليه وسلم ودينه ، عمل جغرافيا لطرق قرى عمان ، كيلا يحتاج أحد إلى دليل ، أو ليس بولجات مسقط منع مؤذنه عن الأذان فيه ؟ وآخر هناك أيضا هدت أركانه ، أو ليس ؟ أو ليس ؟ فكم أعد ؟ فيا سيدي عمان بل العرب قسمها بيرق الشرك ، ولا بد من كل أحد أن يأخذ نصيبه ، إذ لو منعتم من الرصاص أو القمع والإبر لتعطلتم ، أما هذا التواني والحال على التعليم مساعف ؟ أما هذا الخمول والأخبار تتواتر عن هذه الأمم البارزة بالقهر والعدوان ظلما وجوار قاضيه ؟ أما تكفي الوقائع في غيركم ؟ تنبهوا يا مسلمون من هذه الغفلة ، وكونوا على حذر ، وشدوا بأيديكم بهذه الصنائع الجديدة ، والعلوم العصرية ، فإذا دعا الداعي فأنتم على أمن أما عمان فحياة فيصل وبعده سترون ما يكون ! إنا لله وإنا أليه راجعون !
Página 52