Attaining the Goal by Refining the Beginning of Guidance

Wael Hafiz Khalaf d. Unknown
87

Attaining the Goal by Refining the Beginning of Guidance

بلوغ الغاية من تهذيب بداية الهداية

Editorial

دار البشير للثقافة والعلوم

Géneros

باب القول في معاصي القلب اعلم أن الصفات المذمومة في القلب كثيرة، وطريق تطهير القلب من رذائلها طويلة، وسبيل العلاج فيها غامض، وقد اندرس بالكلية علمه وعمله؛ لغفلة الخلق عن أنفسهم واشتغالهم بزخارف الدنيا. وتجد ذلك مبسوطًا في الكتاب الذي سميناه لك آنفًا (١)، ولكنا نحذرك ثلاثًا من خبائث القلب هي الغالبة على متفقهة العصر لتأخذ منها حذرك، فإنها مهلكات في أنفسها، وهي أمهات لجملة من الخبائث سواها: وهي الحسد، والرياء، والعجب. فاجتهد في تطهير قلبك منها، فإن قدرت عليها فتعلم كيفية الحذر من بقيتها من ربع المهلكات وربع المنجيات من الكتاب الذي ذكرناه، فإن عجزت عن هذا فأنت عن غيره أعجز. ولا تظن أنك تسلم بنية صالحة في تعلم العلم وفي قلبك شيء من الحسد والرياء والعجب، وقد قال ﷺ: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» (٢). *******

(١) وهو الموسوم بـ "مختصر منهاج القاصدين" للإمام ابن قدامة المقدسي ﵀. (٢) رواه البزار وغيره من حديث أنس بن مالك ﵁ بسند ضعيف. قال الحافظ المنذري ﵀: "والحديث مروي عن جماعة من الصحابة، وأسانيده وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال، فهو بمجموعها حسن إن شاء الله تعالى"اهـ. وانظر "الجامع الصغير-مع الفيض" (٣٤٧١، ٣٤٧٢)، و"مجمع الزوائد" (١/ ٩٠ - ٩١)، و"الصحيحة" (١٨٠٢).

1 / 101