Efectos de los primeros en la organización de los estados
آثار الأول في ترتيب الدول
Géneros
بليغة. قال في اخرها اسالك لو عطشت يوما حتى أشرف بك العطش على التلف، ومنغت من الماء إلأ بنصف ملكك، أكنت تسمح به؟ قال: نعم. قال: فلو شربتها فامتنعت أن تخرج إلا بنصف ملكك الثاني، أكنت تسمح؟ قال: نعم. قال: فما الاغترار بملك قيمته بولة؟!
ونقل أن المنصور لما حج طاف بالبيت ليلة، فسمع قائلا يقول، وهو متعلق باستار الكعبة: «اللهم إنى أشكو إليك ظهور الفساد والبغي في الارض وما يحول بين الحق وأهله من الطمع ».
قال: فجلس المنصور في ناحية من المسجد، ثم أرسل إلى الرجل يدعوه، فجاءه وسلم عليه بالخلافة؛ فقال له: ما الذي سمعتك تقول في ظهور البغي والفساد، وما يحول بين الحق وأهله من الطمع، فوالله لقد حشوت مسامعي ما أقلقني وأمرضني؟
فقال: يا أمير المؤمنين إن أمنتنى على نفسى أنباتك بذلك، وإلا فالمعذرة إلى الله، تم إليك ولي في نفسي شغل شاغل؟ قال: أنت امن وهذه يدي.
فقال: إن الذي داخله الطمع حتى حال بينه وبين إصلاح ما ظهر من البغى والفساد لأنت يا أمير المؤمنين! فقال: ويحك فكر فيما تقول، كيف يدخلني الطمع والدنيا عندي؟!
قال: إن الله استرعاك أمر عباده أبشارهم وأموالهم، فجعلت بينك وبينهم حجابا من الحصن بالجص والاجر والأبواب الحديد، وحراسا معهم السلاح، ثم سجنت نفسك دونهم وبعثت عمالك لجباية الخراج والأموال، وضيقت حجابك فلم يدخل عليك من الناس إلا فلان وفلان، ولم يصل إليك المظلوم والملهوف، ولا أحد إلا وله في بيت المال حق، فلما راك
Página 122