إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Salih Fawzan d. 1450 AH
78

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الطبعة الثالثة

Año de publicación

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Géneros

فقلت: أنا، ثم قلت، أما إني لم أكن في صلاة، ولكني لُدِغْت، قال: فما صنعت؟، قلت: ارتقيت. ــ الكرامة، وسبق لنا معنى تحقيق التّوحيد، وأنه تخليصه من شوائب الشرك الأكبر والأصغر، ومن البدع والمخالفات وهذه مرتبة السابقين من هذه الأمة. قال: "عن حُصين بن عبد الرحمن" السُّلمي، أحد التابعين الثقات. "قال: كنت عند سعيد بن جُبير" سعيد بن جُبير من أكابر التابعين علمًا وورعًا وفقهًا، وهو من تلاميذ ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قتله الحجّاج بن يوسف الثَّقفي قبل أن يبلغ الخمسين من عمره، وبقتله أُصيبت الأمة بفقد عالم من أجلِّ علمائها. "فقال: أيُّكم رأى الكوكب الذي أنقض البارحة؟ "، يسأل الجالسين عنده، والكوكب معناه: الشِّهاب الذي يُرمى به الشياطين الذين يَسْتَرِقُون السمع، وليس معناه أن الكوكب نفسه يسقط، ولكن ينفصل منه شَظِيَّة. "الذي انقض البارحة"، أي: الذي سقط. قال: حُصين بن عبد الرحمن: "أنا"، والبارحة كلمة تُطلق على الليلة الماضية، ما قبل الزوال يقال له: الليلة، وما بعد الزوال يقال له: البارحة، مِن "بَرَح الشيء" إذا فات وذهب، هذا عند العرب. وقوله: "قلت: أنا" يعني: أنا رأيت الكوكب، فدلّ هذا على أن هذا الرجل لم يَنَم. ثم إنه خشي على نفسه من الرياء، فاستدرك وقال: "أما إني لم أكن في صلاة" يعني: لا تظنوا أني سهرت أتهجّد، خشِي على نفسه الرياء، أن يمدح بشيء ليس فيه، وهذا من ورع السّلف وابتعادهم عن الرياء وتزكية النفس، لأن هذا ينافي الإخلاص. وقوله: "ولكني لُدِغْت" يعني: السبب في كوني كنت مستيقظًا وقت نزول الشهاب أنني لُدِغْت، واللَّدْغ معناه: إصابة ذات السموم من العقارب ونحوها. وقوله: "قال: فما صنعت؟ " لأن من عادة المَلْدُوغ أنه يتعاطى شيئًا من العلاج.

1 / 82