173

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الطبعة الثالثة

Año de publicación

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Géneros

ببوانة، فسأل النبي ﷺ؟ فقال: "هل كان فيها وثْن فن أوثان الجاهلية يُعبد؟ ". ــ تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ﴾، وقال ﷺ: "من نذر أن يطيع الله فليطعه". "أن ينحر إبلًا" النحر معناه: ذبح الإبل في النحر -وهو اللَّبَّة-، يقال: نحر البعير، وذبح الشاة والبقرة. فالنحر خاصٌّ بالإبل، وأما الذبح فيكون لغير الإبل. "ببُوانة" (بُوانة) اسم موضع بين مكة والمدينة، قيل: إن قريبٌ من مكة عند (السعديّة) التي هي (يَلَمْلَم) ميقات أهل اليمن، وقيل إنه قريبٌ من المدينة عند (ينبع) . فالحاصل؛ أنه اسم موضع بين مكة والمدينة. "فسَأل النبي ﷺ" فيه دليل: على الرجوع إلى أهل العلم، وأن الإنسان لا يقدِم على شيء من العبادات حتى يعرف هل هو مشروع أو غير مشروع؟. "فقال النبي ﷺ: "هل كان فيها وَثنٌ من أوثان الجاهلية يعبد؟ " يعني: هل كان في هذا المكان - ببُوانة- وثن من أوثان الجاهلية يُعبد، يعني: وأُزيل الآن. والوثن: كل ما عُبد من دون الله من حجر ومن شجر أو صورة أو قبر، أما الصنم فهو خاصٌّ بما كان على صورة. و"الجاهلية" المراد بها: ما كان قبل الإسلام. وقد زالتْ -بحمد الله- ببعثة النبي ﷺ، لكن قد يبقى منها أشياء في بعض الناس، مثل قول النبي ﷺ لبعض أصحابه: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، ومثل قوله ﷺ: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية؛ الطعن في الأنساب، والفخر بالأحساب والاستقاء بالنجوم والنياحة على الميِّت". فقد يبقى من أعمال الجاهلية شيء في بعض المسلمين. أما الجاهلية العامة فقد زالتْ ببعثة النبي ﷺ، لا كما يقول بعض الكُتّاب: (جاهلية القرن العشرين)، أو (الجاهلية الحديثة) فلا يجوز مثل هذا التعبير لما فيه من التعميم. فهذا فيه: دليلٌ على أنّ الصنم ولو زال وأن الوثن ولو زال من المكان أنّ هذا المكان يُترك ولا يُذبح فيه، لأنه قال: "هل كان فيها؟ "، يعني: في الزمان الماضي؛ فدلّ على أنّ مكان الوثن يجب أن يُهجَر قال تعالى: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥)﴾ الرجز الأصنام وهجرها: تركها وترك المكان الذي كانت فيه.

1 / 177