2- ..........
الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب بن أمية، وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم، وكان يكنى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هلم إلى الصلاح
فيكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزت قديما،
وتأمن أن يزورك رب جيش
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم،
أبا مطر هديت، بخير عيش
ألا ترى كيف يؤمنه إذا كان بمكة؟
ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم (عليه السلام)، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن يوقره دين ولا يزينه أدب، وكانوا يختنون أولادهم، ويحجون البيت، ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم، ويغتسلون من الجنابة، وتبرأوا من الهربذة (27)، وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية (28)، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم، وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود، ويطلقون ثلاثا، ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال:
كان الرجل يطلق امرأته تطليقة، ثم هو أحق بها، فإن طلقها اثنتين فهو أحق بها أيضا، فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشى (29).
Página 82