El origen de la familia, la propiedad privada y el Estado
أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية
Géneros
المدنية:
وهي المرحلة التي تعلم الإنسان فيها عمل الإنتاج الطبيعي بالمجهود الصناعي كما تعلم الفنون.
الفصل الثاني
العائلة
قضى مورجان الشطر الأكبر من حياته بين قبائل الإيروكيوس في أمريكا، وقد تبنته إحدى هذه القبائل (السينيكاس). ووجد مورجان لدى هذه القبائل نظاما للقرابة يتعارض مع علاقاتهم العائلية القائمة؛ فقد كانت العائلة عندهم تسير على قاعدة الزواج بين ذكر وأنثى بشروط سهلة في كل طرف، وسمى مورجان هذا الوضع بالعائلة الزوجية. وإلى هنا والوضع طبيعي مألوف، وكانت هذه القبائل تسير عليه، وكان يؤدي بلا شك إلى إيجاد أب وأم وأبناء وإخوة للشخص. ولكن تطبيق الإيروكيوس لهذا النظام كان على العكس من ذلك غاية في الغرابة؛ فالإيروكيوس الرجال لا يعتبرون أبناءهم وبناتهم الطبيعيين فقط أولادا لهم بل يعتبرون أبناء وبنات إخوتهم الذكور أبناء، بعكس أولاد أخواتهم الإناث. والمرأة عند الإيروكيوس تعتبر أولاد أخواتها الإناث أولادا لها بعكس أولاد إخوتها الذكور؛ إذ تعتبر بالنسبة لهم عمة وليست أما. وبنفس المقياس يكون أبناء وبنات العم إخوة، وكذلك أبناء وبنات الخالات، بعكس أبناء وبنات الأخوال والعمات.
وهذا النظام ليس مجرد عبارات جوفاء بل تعتبر له قوة حقيقية فيما يتعلق بالقرب والبعد عن الشخص، والمساواة وعدم المساواة في علاقات وروابط الدم. وتعتبر هذه هي الفكرة الأساسية لنظام القرابة، وتحتوي على مئات من العلاقات المختلفة للشخص الواحد. وزيادة على ذلك فهذا النظام لا يقتصر في وجوده على الهنود الأمريكيين وحدهم (وهو مطبق بين قبائلهم دون أي استثناء)، ولكن يسري هذا النظام أيضا في الهند وبين قبائل الدرفيان في الدكان وقبائل الجورا في الهندستان. ونجد في علاقات القرابة المطبقة بين قبائل التامبل في جنوب الهند والسينكاس في ولاية نيويورك تمييزا بين أكثر من مائتي نوع من أنواع القرابة حتى اليوم؛ ولذلك نقول إن هذه الأنواع من القرابة تتعارض مع الشكل العادي للعائلة مع أنه الشكل السائد عندهم.
فكيف يمكن تفسير ذلك؟ إذا بحثنا الموضوع من وجهة نظر الدور الحاسم الذي تلعبه علاقات القرابة في النظام الاجتماعي لدى كل الشعوب في عصري الوحشية والبربرية فإن هذا النظام المتسع لا يمكن شرحه في كلمات؛ فنظام مطبق تطبيقا عاما في أمريكا ومطبق أيضا في آسيا بين شعوب مختلفة تماما، وكذلك أشكال أخرى من هذا النظام تختلف قليلا أو كثيرا عنه نجدها سائدة في إفريقيا وأستراليا، كل هذا النظام لا يمكن أن يفسر إلا تفسيرا تاريخيا بتتبع أصوله التاريخية. إن عبارات أب وأم وأخت وابن ونحوها ليست مجرد ألقاب شرفية ولكنها تحمل في طياتها التزامات متبادلة في غاية الخطورة، وتكون في مجموعها جزءا أساسيا من النظام الاجتماعي لتلك الشعوب.
وقد وجد شرح لهذا الموضوع في جزر هاواي، فقد وجد هناك في النصف الأول من القرن الحالي
1
نوع من العائلة مكون من الأب والأم والإخوة والأخوات والأبناء والبنات وإخوة الأب والأم وأبنائهم مثل نظام القرابة عند الهنود الأمريكيين. ولكن علاقات الدم السائدة في جزر هاواي غريبة جدا عن الشكل الحالي لدى الهنود؛ ففي جزر هاواي يعتبر كل أبناء وبنات الأعمام والعمات والأخوال والخالات إخوة فيما بينهم، وأبناء وبنات لكل هؤلاء الأعمام والأخوال والعمات والخالات دون تمييز. وعلى ذلك فإذا كان نظام الهنود الأمريكيين يمثل نوعا خاصا من العائلة لا يعمل به الآن حتى في أمريكا نفسها، فإن هذا النظام يجد له مجالا للتطبيق في جزر هاواي وبشكل أكثر غرابة. وهذا النظام وإن كان غير محقق الوجود الآن إلا في جزر هاواي إلا أنه من المقطوع به أنه كان موجودا من قبل وإلا لما وجد النظام الحالي في جزر هاواي.
Página desconocida