El origen de la familia, la propiedad privada y el Estado
أصل نظام الأسرة والدولة والملكية الفردية
Géneros
وتبدأ باستخدام الحديد، وتدخل هذه المرحلة في عصر المدنية عن طريق اختراع الحروف الكتابية واستخدامها في تدوين الآداب. وفي هذه المرحلة التي امتدت - كما سبق الإشارة - في النصف الشرقي فقط من العالم حدث تطور في الإنتاج يفوق التطور الذي حدث في كل العصور السابقة مجتمعة، وإلى هذه المرحلة ينتمي إغريق العصر البطولي
1
والقبائل الإيطالية السابقة على تأسيس روما بفترة قصيرة والألمان أيام تاسيتس. وفي هذه الفترة ظهر للمرة الأولى المحراث الحديدي الذي تجره الحيوانات؛ مما كان سببا في تمهيد الأرض للزراعة على نطاق واسع وحصول الإنسان على موارد غير محدودة للغذاء، كما قام الإنسان بقطع أشجار الغابات وتحويلها إلى أرض زراعية، مما لم يكن ممكنا حدوثه دون استخدام الفئوس وآلات الحرث الحديدية «ولذا اعتبر استخدام الحديد بداية لهذه المرحلة.» ورغم هذه الموارد الغزيرة حدثت زيادة سريعة في عدد السكان وكثافتهم في مساحات صغيرة. وحسب ما نعلم لم يتعد عدد السكان في أي منطقة النصف مليون إلا في حالات قليلة جدا وربما لم يحدث ذلك أبدا.
وفي أشعار هوميروس «شاعر الإغريق الشهير» وخاصة الإلياذة نجد المرحلة العليا للبربرية في قمة ازدهارها؛ فقد جاء في هذه الأشعار وصف الآلات الحديدية التي تحسن صنعها كالعجلات، وكذلك صنع الزيت والنبيذ، والصناعات الحديدية التي تطورت إلى فنون، والعربات والعجلات الحربية، وبناء السفن، وبدء الفن الهندسي، وبناء المدن ذات الأسوار والأبراج الدفاعية. وتعتبر كل هذه الأشياء مضافا إليها قصص هوميروس التاريخية وعلم الخرافات - الميراث الرئيسي الذي حمله الإغريق في انتقالهم من البربرية إلى المدنية. وإذا قارنا بذلك وصف سيزار أو تاسيتس للألمان الذين كانوا على أبواب تلك المرحلة التي كان الإغريق أيام هوميروس يستعدون لاجتيازها إلى مرحلة المدنية، لرأينا إلى أي حد كان التطور الإنتاجي غنيا في المرحلة العليا من البربرية.
وإن صورة التطور الإنساني خلال عصري الوحشية والبربرية إلى بداية المدنية، تلك الصورة التي نقلتها فيما سبق عن مورجان، تعتبر كافية بما لا يقبل الشك لأنها مأخوذة رأسا من الإنتاج، ولو كان الأمر غير ذلك لبدت ضعيفة إذا ما قورنت بالصورة المكونة في نهاية رحلتنا هذه. ولأن هذه الصورة مأخوذة رأسا من الإنتاج يمكنها أن تعطي فكرة كاملة عن الانتقال من البربرية إلى المدنية والتعارض بينهما.
والآن نستطيع أن نوجز تقسيم مورجان فيما يلي:
الوحشية:
حيث يعيش الإنسان على ما تنتجه الطبيعة دون مجهود إنساني، وكل ما أنتجه الإنسان في هذه الفترة أساسا هو الأشياء المسهلة لعملية استخدام ما تجود به الطبيعة.
البربرية:
وهي المرحلة التي عرف الإنسان فيها استئناس القطعان الحيوانية وتربيتها وزراعة الأرض؛ أي تعلم الإنسان فيها وسائل زيادة الإنتاج الطبيعي عن طريق مجهوده الخاص.
Página desconocida