Los discursos más famosos y los oradores más célebres
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Géneros
فكل هذا يستطير الخيال كأنه رؤيا عجيبة بل تحفة جميلة لا يسخو الزمان بمثلها مرة أخرى.
والآن نتساءل، ماذا كان فيما كتبه أولئك الناس الذين أسسوا أميركا مما يروج مصالح أميركا بالذات ويعود عليها بالفائدة وحدها دون غيرها؟ هل تجدون للأثرة مكانا في هذه الكتابات؟ كلا، فإنهم إنما كانوا يكتبون خدمة للمبادئ الإنسانية ولتحرير الإنسان، فأقاموا مقاييسهم الأدبية هنا في أميركا على دعائم الأمل شعلة تستضيء بها أمم العالم وتتشجع منها، وأخذ الناس يأتون إلى شواطئ هذه القارة وهم يحدوهم رجاء لم يكونوا يعرفونه من قبل وثقة لم يكونوا يجرءون على الشعور بها من قبل ثم وجدوا هنا عدة أجيال مكانا قد انتشرت فيه الطمأنينة والأمن وعرضت فيه لهم الفرص وصاروا فيه مستوين. وعسى الله - في هذه الأحوال المرتبكة التي تحوطنا الآن - يلهمنا أن نرجع إلى تلك المقاييس ونقوم بمثل تلك الأعمال المجيدة التي يزدان بها ذلك العصر السعيد.
لقد مرت بذهني مرارا عديدة صورة لتلك الشروط التي تتألف منها الحرية، ولبيانها لكم أفرض أني أريد أن أبني آلة قوية وأني في إقامة أجزائها قد جمعتها من غير مهارة أو لباقة بحيث إذا أردت إدارتها وتحرك أحد الأجزاء وقف في سبيل حركته جزء آخر فينتهي الحال بوقوف الآلة، فحرية هذه الأجزاء تنحصر في اجتماعها على أحسن شكل وتآلفها على أحسن وجه، فإذا أردت من كابس الآلة البخارية أن يسير بأكمل حريته فليس عليك سوى أن تضعه بحيث يأتلف بسائر أجزاء الآلة فلا يتعارض وإياها عند الإدارة، فليست حريته في أن يكون منفردا في عزلة على حدة بل في وضعه وضعا ملائما موافقا بيد ماهرة في جسم الآلة. فالحرية الإنسانية هي كذلك تنحصر في الملاءمة والتوفيق بين المصالح الإنسانية والنشاط الإنساني.
فهل نحن في هذا المعنى الجديد محتفظون بالحرية في هذه البلاد التي هي رجاء هذا العالم؟ فالجواب على ذلك يقينا هو أننا قد سرنا شوطا بعيدا نحو الخيبة التي تجلب الحسرة والأسى للنفس، ونحن الآن في خطر الوقوع في الخيبة التامة إلا إذا أمضينا نيتنا نحو إلغاء المظالم الدقيقة الخفية ووضعنا لكل منها العقاب الذي تستحقه. وإياكم وخدع أنفسكم عن مبلغ نفوذ المصالح الكبرى التي تتحكم في رقينا ومدى قوتها، فإن لهذه المصالح من القوة والنفوذ ما يجعلنا نرتاب فيما إذا كانت حكومة الولايات المتحدة تستطيع أن تتحكم فيها، فإذا أنتم تهاونتم واكتسبت هذه المصالح صفة دائمة لنفوذها لصار عندئذ إصلاح الحال من المحال .
إني أومن بالحرية الإنسانية كما أومن بنبيذ الحياة، وليس في رعاية أصحاب المصانع للأمة تلك الرعاية المؤسفة وفي تنازلهم للنظر في مصالحها ما يسير بالإنسان نحو الخلاص؛ إذ ليس للأوصياء مكان في بلاد الأحرار لأن تلك السعادة التي تأتي عن طريق القوام لا يرجى لها دوام أو بقاء.
إن الاحتكار الذي يرمي إليه أصحاب المصانع يئول إلى قتل جهود الأفراد، وإذا ألح المحتكرون في الاحتفاظ بقوتهم فإنهم سيقبضون بأيديهم على دفة الحكومة، ولست آمل أن يضبط هؤلاء الناس أنفسهم لأنه إذا كان في البلاد أقوياء قادرون على أن يمتلكوا زمام الحكومة فهم هؤلاء الأقوياء، وعلينا نحن أن نستقر على قرار ونعقد نيتنا على وضع أيدينا على الحكومة، وهذا لا يكون إلا إذ كنا رجالا بل رجالا عظاما.
ويجب علينا أن نزرع الشعور اللطيف والرحمة في قلوب الناس وذلك بأن نجرد السياسة والأعمال والصناعة من جمود الإحساس والقسوة، فيجب أن تكون السياسة من الأمور التي يستطيع رجل شريف أن يمارسها راضيا لأنه يعرف أن رأيه له من المكانة في القانون مثل ما لرأي جاره وأنه ليس لرئيس المصنع أو للمصالح الصناعية المختلفة تأثير عليه. (28) خطبة للويد جورج
ولد لويد جورج في سنة 1861 واشتغل وكيلا للدعاوي في ويلز وفي سنة 1890 دخل البرلمان عضوا في حزب الأحرار. وفي سنة 1905 صار وزيرا للتجارة، واحتفظ بمركز الوزارة إلى أن جاءت سنة 1916 وكانت الحرب الكبرى في عنفوانها، فصار رئيسا للوزارة فرفع مستوى الجهود الحربية في إنجلترا وبقي في الرياسة إلى أن عقد الصلح على يده. ولويد جورج هو بلا مراء «رجل الجماهير» يسايرهم ولا يقودهم إلا عندما لا يجد خطرا في القيادة، يغريهم وقد يغويهم، ولكنه إذا عاد إلى نفسه وتبين خطأه رجع عنه، وقد يكون رجوعه بعد أن تفوته الفرصة، ولكن الندم نصف التوبة. فقد أغوى الجمهور الإنجليزي بضرورة محاكمة إمبراطور ألمانيا وكسب الانتخاب بهذه الصيحة الخبيثة، ثم ندم فلم يذكرها ثانيا. وعقد صلحا مع ألمانيا يقضي بفنائها، ثم ندم، فألف كتابا يدعو فيه إلى حماية ألمانيا من فرنسا، والخطبة التالية ألقاها بمناسبة دعوة صلح عرضتها ألمانيا حوالي سنة 1917 لم ترق الحكومة الإنجليزية، قال فيها:
أقف اليوم في مجلس العموم وأنا مثقل بأروع تبعة يستطيع حملها أي إنسان باعتباري الوزير الأول للتاج وفي وسط أكبر حرب خاضتها هذه البلاد وهي حرب يتوقف أيضا عليها مصيرها، وقد تأكدت تبعة الحكومة وزادتها فداحة تلك التصريحات التي ألقاها الوزير الألماني. وها أنا ذا أتناول أمامكم هذا الموضوع الآن، وقد جاءتنا على أثر هذه التصريحات التي ألقيت في الريخشتاج مذكرة من سفير الولايات المتحدة تتضمن هذه التصريحات دون أي تعليق من حكومته ...
ولقد سرني غاية السرور أن فرنسا وروسيا قد أجابتا على هذه التصريحات الجواب الأول، وهما بلا شك لهما الحق في أن يجيبا الجواب الأول، فإن العدو لا يزال في أرضهما وضحاياهما أكبر الضحايا، وقد نشر هذا الجواب في جميع الصحف وأنا أقف هنا بالنيابة عن الحكومة لكي أؤازر هاتين الحكومتين في جوابهما مؤازرة صريحة، وهنا يجب أن أقول إن الرجل أو الرجال الذين يتحملون تبعة تطويل مدة حرب هائلة كهذه الحرب بدون سبب وجيه إنما يرتكبون جريمة لا تغسلها عن أنفسهم بحار من الدموع، ثم إن رجلا أو رجالا يكفون عن الحرب لما نال أنفسهم من السأم والجهد قبل أن نحقق الأغراض العظمى التي دخلنا الحرب من أجلها إنما يرتكبون إثما من الجبانة والعار لا يعدله أي إثم آخر. وهنا يليق بي أن اقتبس من إبراهام لنكولن كلمة قالها وهو في ظروف مثل هذه التي نعانيها الآن: «لقد دخلنا ونحن نتوخى تحقيق غرض شريف وستنتهي الحرب عندما يتحقق هذا الغرض، وأدعو الله ألا تنتهي الحرب في ذلك الوقت!» فهل نحن نحقق هذا الغرض بقبولنا دعوة وزير ألمانيا؟ هذا هو السؤال الوحيد الذي يجب أن نلقيه على أنفسنا.
Página desconocida