شدوا جميعًا وكانت كلها نهزًا ... تحشك درتها الأرسان والجذم
ينزعن إمة أقوام لذي كرم ... بحر يفيض على العافين إذ عدموا
حتى تآوى إلى لا فاحش برم ... ولا شحيح إذا أصحابه غنموا
يقسم ثم يسوي القسم بينهم ... معتدل الحكم لا هار ولا هشم
فضله فرق أقوام ومجده ... مالم ينالوا وإن جادوا وإن كرموا
قود الجياد وإصهار الملوك وصبر ... في مواطن لو كانوا بها سئموا
ينزع إمة أقوام ذوي حسب ... مما ييسر أحيانًا له الطعم
ومن ضريبته التقوى ويعصمه ... من سيئ العثرات الله والرحم
مورث المجد لا يغتال همته ... عن الرياسة لا عجز ولا سأم
كالهندواني لا يحزنك مشهده ... وسط السيوف إذا ما تضرب البهم
- ١٠ - وقال زهير أيضًا يمدح هرما:
لمن الديار بقنة الحجر ... أقوين من حجج ومن شهر؟
لعب الزمان بها وغيرها ... بعدى سوافي المور والقطر
قفرًا بمندفع النحائت من ... ضفوى أولات الضال والسدر
دع ذا وعد القول في هرم ... حير البداة وسيد الحضر
تالله قد علمت سراة بني ... ذبيان عام الحبس والأصر
أن نعم معترك الجياع إذا ... خب السفير وسابي الخمر
ولنعم حشو الدرع أنت إذا ... دعيت نزال ولج في الذعر
حامي الذمار على محافظة ال ... جلى أمين مغيب الصدر
حدب على المولى الضريك إذا ... نابت عليه نوائب الدهر
ومرهق النيران يحمد في ال ... لأواء غير معلن القدر
ويقيك ما وفى الأكارم من ... حوب تسب به ومن غدر
وإذا برزت به برزت إلى ... صافي الخليقة طيب الخبر
متصرف للمجد معترف ... للنائبات يراح للذكر
جلد يحث على الجميع إذا ... كره الظنون جوامع الأمر
فلأنت تفرى ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفرى
ولانت أشجع حين تتجه ال ... أبطال من ليث أبي أجر
ورد عراض الساعدين حدي ... د الناب بين ضراغم غثر
يصطاد أحدان الرجال فما ... تنفك أجريه على ذحر
والستر دون الفاحشات وما ... يلقاك دون الخير من ستر
أثنى عليك بما علمت وما ... سلفت في النجدات والذكر
لو كنت من شيء سوى بشر ... كنت المنور ليلة البدر
- ١١ - وقال أيضًا:
عفا من آل فاطمة الجواء ... فيمن فالقوادم الحساء
فذو هاش فميث عريينات ... عفتها الريح بعدك والسماء
فذروة فالجناب كأن خنس النعاج ... الطاويات بها الملاء
يشمن بروقه ويرش أرى ال ... جنوب على حواجبها العماء
فلما أن تحمل آل ليلى ... جرت بيني وبينهم ظباء
جرت سنحًا فقلت لها أجيزي ... نوى مشمولة فمتى البقاء؟
تحمل أهلها منها فبانوا ... على آثر من ذهب العفاء
كأن أوابد الثيران فيها ... هجائن في مغابنها الطلاء
لقد طالبتها ولكل شيء ... وإن طالت لجاجته انتهاء
تنازعها المها شبهًا ودر الن ... حور وشاكهت فيها الظباء
فأما ما فويق العقد منها ... فمن أدماء مرتعها الخلاء
وأما المقلتان فمن مهاة ... وللدر الملاحة والصفاء
فصرم حبلها إذ صرمته ... وعادى أن تلاقيها العداء
بآرزة الفقارة لم يخنها ... قطاف في الركاب ولا خلاء
كأن الرحل منها فوق صعل ... من الظلمان جؤجؤه هواء
أصك مصلم الأذنين أجنى ... له بالسي تنوم وآء
أذلك أم شتيم الوجه جأب ... عليه من عقيقته عفاء
تربع صارة حتى إذا ما ... فنى الدحلان عنه والإضاء
ترفع للقنان وكل فج ... طباه الرعي منه والخلاء
فأوردها حياض صنيبعات ... فألفاهن ليس بهن ماء
فشج بها الأماعز فهي تهوى ... هوي الدلو أسلمها الرشاء
فليس لحاقه كلحاق إلف ... ولا كنجائها منه نجاء
وإن مالا لوعث خازمته ... بألواح مفاصلها ظماء
يخر نبيذها عن حاجبيه ... فليس لوجهه منه غطاء
يغرد بين خرم مفضيات ... صواف لم يكدرها الدلاء
1 / 53