تعلم أن شر الناس حي ... ينادي في شعارهم يسار
ولولا عسبه لرددتموه ... وشر منيحة عسب معار
إذا جمحت نساؤكم إليه ... أشظ كأنه مسد مغار
يبربر حين يغدو من بعيد ... إليها وهو قبقاب قطار
كطفل ظل يهدج من بعيد ... ضئيل الجسم يعلوه انبهار
إذا أبزت به يومًا أهلت ... كما تبزى الصفائد والعشار
فأبلغ إن عرضت لهم رسولا ... بني الصيداء إن نفع الجوار
فإن الشعر ليس له مرد ... إذا ورد المياه به التجار
- ٧ - وقال أيضًا:
أبلف بني نوفل عني وقد بلغوا ... مني الحفيظة لما جاءني الخبر
القائلين يسارًا لا تناظره ... غشًا لسيدهم في الأمر إذا أمروا
إن ابن ورقاء لا تخشى غوائله ... لكن وقائعه في الحرب تنتظر
لولا ابن ورقاء والمجد التليد له ... كانوا قليلًا فما عزوا ولا كثروا
المجد في غيرهم لولا مآثره ... وصبره نفسه والحرب تستعر
أولى لهم ثم أولى أن تصيبهم ... مني بواقر لا تبقي ولا تذر
وأن يعلل ركبان المطي بهم ... بكل قافية شنعاء تشتهر
- ٨ - وقال أيضًا يمدح الحارث:
أبلغ لديك بني الصيداء كلهم ... أن يسارًا أتانا غير مغلول
ولا مهان ولكن عند ذي كرم ... وفي حبال وفي غير مجهول
يعطي الجزيل ويسمو وهو متئد ... بالخيل والقوم في الرجراجة الجول
وبالفوارس من ورقاء قد علموا ... فرسان صدق على جرد أبابيل
في حومة الموت إذ ثابت حلائبهم ... لا مقرفين، ولا عزل، ولا ميل
في ساطع من غيابات ومن رهج ... وعثير من دقاق الترب منخول
أصحاب زند وأيام لهم سلفت ... من حاروا أعذبوا عنه بتنكيل
أو صالحوا فله أمن ومنتفذ ... وعقد أهل وفاء غير مخذول
- ٩ - وقال يمدح هرم بن سنان المري:
قف بالديار التي لم يعفها القدم ... بلى وغيرها الأرواح والديم
لا الدار غيرها بعدي الأنيس ولا ... بالدار لو كلمت ذا حاجة صمم
دار لأسماء بالغمريز ماثلة ... كالوحي ليس بها من أهلها أرم
وقد أراها حديثًا غير مقوية ... السر منها فوادي الجفر فالهدم
فلا لكان إلى وادي الغمار، ولا ... شرقي سلمى، ولا قيد، ولا رهم
شطت بهم قرقرى: برك بأيمنهم ... والعاليات، وعن أيسارهم خيم
عوم السفين، فلما حال دونهم ... فند الفريات فالعتكان فالكرم
كان عيني وقد سال السليل بهم ... وعبرة ما هم لو أنهم أمم!
غرب على بكرة أو لؤلؤ قلق ... في السلك خان به رباته النظم
عهدي بهم يوم باب القريتين ... زال الهماليج بالفرسان واللجم
فاستبدلت بعدنا دارًا يمانية ... ترعى الخريف فأدنى دارها ظلم
إن البخيل ملوم حيث كان ول ... كن الجواد على علاته هرم
هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفوًا ويظلم أحيانًا فيظلم
وإن أتاه خليل يوم مسئلة ... يقول لا غاثب مالي ولا حرم
القائد الخيل منكوبًا دوابرها ... منها الشنون ومنها الزاهق الزهم
قد عوليت فهي مرفوع جواشنها ... على قوائم عوج لحمها زيم
تنبذ أفلاءها في كل منزلة ... تفتح أعينها العقبان والرخم
فهي تتلع بالأعناق يتبعها ... خلج الأجرة في أشداقها ضجم
تخطو على ربذات غير فائرة ... تحذى وتعقد في أرساغها الخدم
قد أبدأت قطفًا في المشي منشرة ال ... أكتاف تنكبها الحزان والأكم
يهوى بها ماجد سمح خلائقه ... حتى إذا ما أناخ القوم فاحتزموا
صدت صدودًا عن الأشوال واشترفت ... فبلا تقلقل في أعناقها الجذم
كانوا فريقين يصغون الزجاج على ... قعس الكواهل في أكتافها شمم
وآخرين ترى الماذي عدتهم ... من نسج داود أو ما أورثت إرم
هم يضربون حبيك البيض إذ لحقوا ... لا ينكصون إذا ما استلحموا وحموا
ينظر فرسانهم أمر الرئيس وقد ... شد السروج على أثباجها الحزم
يمرونها ساعة مريًا بأسوقهم ... حتى إذا ما بدا للغارة النعم
1 / 52