كانت يد إبراهيم بن المهدي في أيد أبي العتاهية بمكة وهو ينشد
عَجَبًا عَجِبْتُ لِغَفْلِةَ اْلإِنْسانِ ... قَطَعَ الحَياةَ بِغَّرِةٍ وَتَوانيِ
فَكَّرْتُ فِي الدُّنْيا فَكانَتْ مَنْزِلًا ... عِنْدِي كَبَعْضِ مَنازِلِ الرُّكْبانِ
مَجْرَى جَميِعِ الَخْلقِ فِيها واحِدٌ ... وَكَثِيرُها وَقَلِيلُها سِيَّانِ
أَبْغِي الْكَثيِرَ إلَى الْكثِير مُضاعَفًا ... وَلَوِ اقْتَصَرْتُ عَلَى الْقَليِل كَفانيِ
لله دَرُّ الْوارِثِينَ كَأَنَّنِي ... بِأَخَصِّهِمْ مُتبَرِّمًا بِمَكانِي
قَلقًا لِتْجيِزِي إلىَ دارِ الْبِلا ... مُتَحَرِّيًا لِكَرمَتِي بِهوَانِي
مُتَبَرِّمًا مِنِّى، إذا نُشِرَ الثَّرَى ... فَوْقِى طَوَى كَشْحًا عَلَى هِجْرانِي
فقال له قائل لو قرأتما كان أنفع لكما، فقال له إبراهيم هذه أخلاق حث على مثلها القرآن حدثنا الحسين بن فهم قال حدثني محمد بن أحمد بن هارون قال لما لبس أبو العتاهية الصوف كتب إليه إبراهيم بن المهدي:
إنَّ الَمنَّيِةَ أَمْهَلتْكَ عتاهِي ... وَالَمْوتُ لاَ َيْسُهو وَقَلْبُكَ ساهِي
يا وَيْحَ ذَا الْبَشَرِ الضَّعيِفِ أَما لَهُ ... عَنْ غَيِّه قَبْلَ الَمماتِ تَناهِي
وُكِّلْتَ بالدُّنْيا تُبكِّيها وَتَنْ ... دُبُها وَأَنْتَ عَنِ الْقيِامَةِ لاهِي
اْلعَيْشُ حُلْوٌ وَالَمُنونُ مَرِيرَةٌ ... وَالدَّارُ دَارُ تَفاخُر وَتَباه
1 / 47