فابتسمت باستهانة فقال: لقد تناولته منذ آلاف السنين، وما زلت أنوء بحمل أعباء الحياة جيلا بعد جيل ...
فغمغمت هازئا: يا لك من رجل سعيد!
فقال بوجوم: هذا قول من لم يعان كر العصور وتعاقب الأحوال ونمو المعارف ورحيل الأحبة ودفن الأحفاد.
فتساءلت مجاريا خياله الغريب: تري من تكون من رجال الدهر؟
فأجاب بأسي: كنت سيد الوجود، ألم تر تمثالي العظيم؟ ومع شروق كل شمس أبكي أيامي الضائعة وبلداني الذاهبة، وآلهتي الغائبة!
السمع والطاعة
قال الشيخ عبد ربه التائه: قلت له بخشوع وعيناي لا تفارقان طلعته: لم أر أحدا في مثل بهائك من قبل.
فقال باسما: الفضل لله رب العالمين. - أريد أن أعرف من تكون يا سيدي.
فقال بهدوء وكأنه يتذكر: أنا الذي كان يوقظك من النوم قبل شروق الشمس.
أصغيت باهتمام، فواصل: أنا الذي ناصرتك على الكسل فانطلقت مع العمل.
Página desconocida