في الحجرة الواسعة
في المنام رأيتني في حجرة واسعة عالية السقف، خالية من الأثاث عدا مائدة مستديرة في الوسط حولها كرسيان متقابلان. جلست على كرسي، وجلس على الآخر صديق حميم، وأمام كل منا فنجان قهوة. وثمة باب يفضي إلى حجرة أخرى مظلمة جدا، لا أدري شيئا عما بداخلها.
وقال صديقي: علينا أن ننجز المهمة.
فقلت موافقا: لا بد من إنجازها.
وفجأة قام صديقي فمضى نحو الحجرة المظلمة واختفى، وتبين لي بعد ذهابه أن القهوة اختفت من فوق المائدة، فناديت عليه.
لم أسمع ردا، ولكن ظهر شخص غريب فجلس مكانه، وقد لفت انتباهي بعباءته البيضاء. ورغم أنني لم أكن أعرفه، فإنني قلت لنفسي إن وجوده خير من عدمه. أما هو فقد وضع أمامه كأسا، وكأسا أمامي، وقال: لنشرب نخب الضوء والظلام.
فرفعت الكأس لأشرب، ولاحت مني التفاتة إلى داخلها، فرأيت وجه صديقي الغائب يرنو إلي، فارتعشت يدي وقلت للجالس أمامي: لا بد من إنجاز المهمة.
اللحن
في حلم ثان وجدتني في حجرة متوسطة يضيئها مصباح غازي يتدلى من سقفها. في ركن منها جلس جماعة من الرجال والنساء على شلت متقابلة، يتسامرون ويضحكون بأصوات مرتفعة. لم يكن في الجدران باب ولا نافذة إلا فتحة صغيرة في اتساع عين منظار، مرتفعة بعض الشيء، فلم أر منها إلا سماء تتواري وراء المساء. شعرت برغبة شديدة في العودة إلى أهلي وداري، ولم أدر كيف يمكن أن يتيسر لي ذلك، وسألت السمار: أكرمكم الله، كيف أستطيع الخروج من هنا؟
فلم يلتفت إلي أحد، وواصلوا السمر والضحك. وغزت الوحشة أعماقي. عند ذاك لاح من خلال الفتحة وجه غير واضح المعالم وقال لي: إليك هذا اللحن، احفظه مني جيدا، وترنم به عند الحاجة، وستجد فيه الشفاء من كل هم وغم.
Página desconocida