واندمجت فيما أنا مندمج فيه حتى آمنت بأنها الوعد المنشود.
الغوص في الماء
شهد ذات ليلة خسوف القمر. وتلقى من تعاسته المتوارية خلف الغلالة المظلمة كآبة قطعت ما بينه وبين الأشياء. لم يعد يأنس لشيء، واحتار الأطباء فيه. ونصح بالهجرة إلى مكان ناء لتغيير المنظر والمخبر. ذهب يائسا يتجول على شاطئ البحر. وعلى بعد رأى شمسية تستكين فيها امرأة شبه عارية غاية في الجمال والسكينة. انجذب نحوها كأول شيء يلقاه، فلا يبعث في نفسه الكآبة والوحشة، وشعر بأنها ترحب به دون كلمة أو حركة فاستخفه الطرب. وقامت متوجهة نحو الماء، فتجرد من ثيابه وتبعها. وغاصا في الماء معا دون أن يلقيا على ما وراءهما نظرة واحدة.
التوبة
مرت أمامي الجميلة الفاتنة وهي تتأود وتتنهد، فلم ألتفت إليها.
نعمت في ذلك الوقت الجاف بإرضاء كبرياء الزهد والإعراض عن مغريات الدنيا.
وثبت إلى طبيعتي في ليلة قمرية ذات بهاء.
وسعيت وراء الجميلة الفاتنة وأنا مشفق من العقاب، ولكنها تلقتني بابتسامة وقالت: لتهنأ بمصيرك فإنني أقبل التوبة.
التسبيح
في وضح النهار والحارة تموج بأهلها من النساء والرجال والأطفال، والدكاكين على الصفين تستعد لاستقبال الزبائن.
Página desconocida