ولدت لاتونا (ليتو الإغريقية) لجوبيتر توءمين، عهد إليهما أبوهما بمهمة الشمس والقمر.
فويبوس أبولو إله الشمس، الذي صور يقود العربة الملتهبة لنور النهار خلال السماء، كما كان إله الغناء والموسيقى والتنبؤ، وكان يقود كوروس الموزيات، وهن العذارى التسع، بنات جوبيتر والتيتانة نيموزيني المشرفة على الذاكرة. وينسب إلى أبولو اختراع الناي والقيثارة. ومن القوس النارية التي يحملها، تخرج السهام الملتهبة للطاعون والوباء، ومع ذلك؛ فقد كان أيضا رب الشفاء، ووالد إسكولابيوس أول الأطباء.
وأخته ديانا (أرتيميس الإغريقية) ربة القمر، التي تقود عربتها الفضية عبر السماء ليلا. وكانت كأبولو تتسلح بقوس وجعبة سهام، وينسب موت البشر الفجائي إلى سهامها. كما كانت ربة الشفاء والصيد، وتصور غالبا كصيادة ترافقها كلاب الصيد، وإلى جانبها رأس خنزير بري. كما تصور أحيانا في عربتها التي تجرها أربعة خيول ذوات قرون ذهبية. وكانت حامية العفة لدى النساء، وكربة للقمر، كانت تظهر مرتدية ثوبا يصل إلى قدميها، وخمارا أبيض على رأسها، ويرتفع فوق جبينها هلال.
كانت ديوني ابنة أوقيانوس وتيثيس، وهما من التيتان الذين سبقوا نبتيون في حكم المحيط. ولدت لزوس ربة الجمال فينوس (أفروديتي الإغريقية). وتقول بعض الأساطير إن فينوس ولدت زبد البحر، وأن الأمواج حملتها أولا إلى جزيرة كينيرا؛ ولذا تسمى أحيانا «المولودة من الزبد»، وأحيانا أخرى «الكيثيرية» تفوقت في جمالها على كافة الآلهة والبشر، وزيادة على ذلك كانت لها القدرة على أن تمنح غيرها الجمال. وكانت تملك زنارا سحريا إذا منحته واحدة من الربات أو من النسوة البشريات، صارت تلك الربة أو المرأة في الحال موضوع حب ورغبة. أما زوجها فهو فولكان الأعرج، وكرس لها الريحان البري والورد، وتجر اليمام عربتها، وصورت غالبا مع ابنها كيوبيد (إيروس الإغريقي) الذي كان يحمل سهاما من نوعين؛ سهاما أسنتها من الرصاص، وهذه تجلب البغضاء، وسهاما أسنتها من الذهب، وهذه تثير عاطفة الحب.
مينيرفا (بالاس أثينا الإغريقية) قال الأغارقة: إنها خرجت من رأس جوبيتر كاملة التسلح وكاملة النمو. وربما كانت هذه الأسطورة كناية عن المملكة التي حكمتها مينيرفا؛ لأنها كانت ربة الحكمة، كما كانت المحافظة على الولايات والحكومات، التي ترعى من يظهر الحكمة من الحكام. وكذلك كانت حامية الفنون الجميلة. تجد متعة خاصة في النسج، وتصور عادة تحمل عصا، وتلبس درعا تسمى أيجيس، وقد علقت على هذه الدرع رأس وحش يسمى الجورجونة. وهذه الجورجونة امرأة شعرها من الثعابين، ولها القوة على تجميد من ينظر إليها، وتحوله إلى حجر، ومثل ديانا، تشرف مينيرفا على الفتيات العذارى.
أطلس، التيتان الذي يحمل على كتفيه ثقل السماء، وله سبع بنات يسمين بلياديس، اللواتي تبعا للأسطورة الإغريقية، نقلن إلى السماء كنجوم تسمى كبراهن مايا، التي ولد لها ولجوبيتر ابن يسمى ميركوري (هرميس الإغريقي) الذي يتصف بخليط بالغ الغرابة من الصفات، فأهم وظيفة له هي أنه رسول الآلهة. وكانوا يسمونه «ميركوري الطائر القدمين»، وحتى عندما كان طفلا، كان له ميل إلى اللصوصية، وكان حامي اللصوص وغيرهم من الأنذال. وكرسول للآلهة صار حارس المسافرين، وكحاجب للآلهة صار رب الخطابة. وهو الذي يقود أشباح الموتى إلى العالم السفلي، وكانت جميع الملاعب تحت إدارته. وأقيمت أعمدة على طول الطرق وعند الأبواب والبوابات تحمل على قمتها رءوس آلهة تسمى هرميس، وصور كشاب رشيق. ومن شاراته قبعة ذات جناحين صغيرين تساعده على التخفي عن الأنظار، فلا يراه أحد، وعصا مجدولة بالثعابين تسمى كادوكيوس، هي شعار قوته، وصندل مجنح.
صغار آلهة أوليمبوس
تسيطر كل واحدة من الموزيات السابق ذكرهن على ناحية معينة. فتسيطر خيو على التاريخ، وتسيطر يوتربي على الشعر الغنائي، وثاليا على الكوميديا، وميلبوميني على التراجيديا، وتربسيخوري على الرقص، وإيراتو على الشعر الغرامي، وبوليهمنيا على الشعر الديني، وأورانيا على الفلك، وكاليوبي على شعر البطولة. وأطلق الشاعر بندار عليهن اسم «التسع ذوات الشعر الفاحم»، وإليهن يصلي الشعراء وغيرهم؛ طلبا للإيحاء.
خضع جوبيتر نفسه للأقدار الثلاث؛ لأن قرارهن يحكم كلا من الآلهة والبشر. صورن يغزلن منسوجا ضخما، ويمسكن مقصات يقطعن بها خيط حياة الإنسان حسبما يحلو لهن. كانت كلوثو تقوم بالغزل، وتحدد لاخيسيس لكل إنسان مصيره، ويتحرك المقص القاتل في يد أتروبوس.
وكذلك أقام على جبل أوليمبوس: ديكي ربة العدل، والجراكيات الثلاث، والفصول الأربعة. كما كان أيضا مسكن تيميسيس روح الغضب والعقاب الحقين، وفيكتوريا (نيكي الإغريقية) ربة النصر.
Página desconocida