أقام أولاد كرونوس دائما على جبل أوليمبوس، ولو أن رسائلهم جعلتهم يزدرون البشر.
فجوبيتر المسمى «أبو الآلهة والبشر» هو مؤسس سلالة ملكية، وحامي الحكام ومشرع القوانين والنظام والعدل، فخصص لكل إنسان نصيبه الأرضي من الأحزان والرخاء. كان مسلحا بالرعد والبرق، وإذا هز درعه قامت العواصف. وكان جوبيتر إله الطقس وخصوصا المطر، ويقبع أمامه نسر ضخم انتظارا لأن يكون رسوله. وكرست له شجرة البلوط التي هي ملكة الأشجار. وكان البعض يعتقدون أنهم إذا أصغوا إلى حفيف أوراق شجرة البلوط استطاعوا التكهن بنوايا جوف.
كانت تجلس إلى جانب جوبيتر زوجته ورفيقته جونو. فإذا ما تكلمت بما يجول بخاطرها، أصغى إليها جوبيتر بكل احترام، وكانت تعلم كل أسراره. ومع ذلك كانت أقل منه قوة، وعليها أن تطيعه. كانت ربة الزواج وكان منظرها منظر امرأة فائقة الجمال بالغة العظمة، متوسطة العمر، ذات جبهة عريضة وعينين واسعتين ساحرتين، وملامح تنم عن الجد والرزانة، وتدعو إلى التوقير، وتزين رأسها بتاج وخمار تسدله خلف رأسها، وكرس لها الطاووس بريشه الجميل، والكوكو بشير الربيع. وتلازمها باستمرار إيريس ربة قوس قزح. لم تكن جونو محبوبة كثيرا، وتميل إلى الغيرة على جوبيتر، فاضطهدت معشوقاته وعاقبتهن.
أما فيستا شقيقة جوبيتر فكانت ربة البيت والوطيس، وحارسة حياة الأسرة. وقد غازلها الكثيرون من الآلهة، ولكن جوبيتر قرر أنها يجب أن تظل طول حياتها بغير زواج. وكانت نارها المقدسة تتأجج فوق كل وطيس. ولما كانت كل مدينة وكل قرية عبارة عن أسرة واحدة عظيمة، كان في كل مجتمع قديم من المجتمعات الرومانية الإغريقية وطيس عام تتراقص فيه ألسنة اللهب، لهب فيستا المقدس، وترعاه كاهناتها العذارى الفيستاويات. وإذا خرج المهاجرون لتأسيس مستوطن جديد، أخذوا معهم جزءا من تلك النار، واستعملوه في إشعال لهب الوطيس في بيوتهم الجديدة.
أولاد جوبيتر وجونر
كان إله الحرب مارس (أريس الإغريقي) من أهم الآلهة، وهو ابن جوبيتر وجونر. كان يفرح بالمعارك والمجازر، فيظهر في كامل عدته الحربية تتأرجح فوق خوذته قبرة، ويركب غالبا جوادا عاليا، أو في عربته الحربية التي تجرها أربعة جياد تنفث النار، وترافقه الكلاب المفترسة والطيور الجارحة. وشعاره الرمح ومشعل متقد، ويعرف أولاده بهذه الأسماء: الفزع والرجفة والذعر والخوف.
ومن أبناء الآلهة الملكية: فولكان السابق ذكره كإله كير الحداد، وكان يشرف على النار في شتى مظاهرها، من نار الحداد إلى البركان، وعلى الأخص النار في استعمالاتها العملية. وكان هو نفسه صانعا ماهرا، وحامي الصناع. وكانت جميع قصور جبل أوليمبوس من صنع يده. وكان مصنعه يقع عادة على جزيرة بركانية، كجزيرة إثنا مثلا، فإذا ما ثار بركان إثنا، قال السكان المجاورون: إن فولكان يعمل. وتقول أسطورة إنه حاول ذات مرة أن يتدخل في عراك بين جونو وجوبيتر، فاشتد غضب جوبيتر، وأمسك به وقذفه من السماء، فظل يسقط طول النهار، وعند غروب الشمس، سقط فوق جزيرة لمنوس، فصار أعرج من ذلك الحين. وصور كرجل قوي ذي لحية، يمسك في يده مطرقة أو آلة أخرى. وكان يلبس قبعة بيضاوية الشكل، بينما كتفه اليمنى وذراعه اليمنى عاريتان.
ومن بنات جوبيتر وجونو: هيبي ربة الشباب، وحاملة الكأس لدى الآلهة. وفي عصور لاحقة تزوجت البطل العظيم هرقل، وحل محلها في وظيفتها كحامل كأس عند الآلهة، الشاب جانيميدي، الذي خطفه نسر جوف من سهول طروادة.
أولاد جوبيتر الآخرون
كان لجوبيتر أولاد آخرون كثيرون، منح بعضهم وظائف هامة يقومون بها.
Página desconocida