232

Cuarenta Hadices

الاربعون حديثا

Géneros

الشريف الذي شرحناه عندما يقول : «وذلك السبب في ابتلاء المؤمن بالبليات ان الله لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر» هنا عالم الدنيا دار تكليف ، ومزرعة الآخرة ، وعالم الكسب . وهناك عالم الآخرة دار جزاء ومكافأة وثواب وعقاب .

ان الذين يتوقعون من الحق سبحانه ان ينتقم في هذا العالم من كل مرتكب معصية او فاحشة او جور او اعتداء ، بأن يضع عز وجل حدا له ، فيقطع يده ويقلع العاصي من الوجود انهم غافلون بأن مثل هذا العقاب خلاف النظم والسنة الالهية التي أقرها الله سبحانه . ان هذه الدار ، دار امتحان وتفريق بين الشقي والسعيد والمطيع والعاصي ، وعالم ظهور الفعليات وليس بدار تبين نتائج الاعمال والملكات . واذا انتقم الحق المتعالي من ظالم نادرا ، لامكننا القول بأن عناية الحق عز وجل قد شملته . واذا ترك اهل الموبقات والظلم في ضلالهم وغيهم ، كان ذلك استدراجا . كما يقول سبحانه : «سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * واملي لهم ان كيدي متين» (1) .

ويقول :

«ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين» (2) .

وفي مجمع البيان عن الامام الصادق عليه السلام : انه قال : «اذا احدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج» (3) .

فصل:

ان شدة المعاناة الروحية توازي شدة الادراك

يظهر من نهاية الحديث الشريف المذكور في بداية الموضوع «ومن سخف دينه وضعف عقله ، قل بلاؤه» ان البلية تعم الجسمانية والروحانية ، فان الاشخاص الضعاف في عقولهم وادراكهم في امان من المعاناة الروحية والانزعاجات العقلية ، على خلاف من يتمتع بالعقل الكامل والادراك الحذق ، حيث تزداد معاناته ومصائبه . ومن المحتمل ان يعود الى هذا المعنى كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القائل : «ما اوذي نبي مثل ما اوذيت» (4) لأن كل من يدرك جلال الرب وعظمته اكثر ، ويقف على المقام المقدس للحق جل وعلا بشكل اعمق ، الاربعون حديثا :237

Página 236