41

Gigantes Enanos

أقزام جبابرة

Géneros

عاد بو خطار إلى بيته أشعث

1

أغبر، فعلق بندقيته «بالسكيكة»،

2

ووضع الطبنجة

3

في «الطاقة» إلى جانبها، وجعل ما في عبه وجيوبه وطيات زناره على رف مصنوع من الحوارى، ثم تربع في مقعده عن يمين الموقدة، وجاءت امرأته برسيطا بالإبريق والطست فشرع يغسل رأسه ويحكي.

كان يتوقف عن العمل ليطرح عليها الأسئلة، وكثيرا ما يفعل ذلك والصابون يرغي على وجهه، فإذا لذع عينيه أطبقهما وفتحهما وحكى، وطال حديثه فصبت برسيطا الماء بلا وعي، فانتفض وسب الدين، وسرعان ما أدرك أنه ارتكب خطيئة مميتة، فطفق يستغفر ربه، وينشف وجهه ويحكي، كما يتمشط ويسأل، يسأل ولا ينتظر جوابا، حتى إذا جاء دور فتل الشاربين وإقعادهما على طراز دياب ابن غانم كان صمت عميق.

وبعد دقائق معدودة التفت الأسرة حول طاولتها المستديرة (الطبلية) حيث يأتمرون بقتل الطعام، على فخذ كل منهم رغيف كالملاءة المدنرة، شوكاتهم أيديهم، وملاعقهم من خبزهم. كان بو خطار لا يأذن بالكلام على الطعام، فمن يسأل يجب، وإلا فلينشغل بصحنه لتلقى الأيدي في وقت واحد حول قصعة التين أو الدبس، مشاع الأسرة.

وبعد حمده تعالى على ما أعطى من الخبز، ينثر بو خطار عليهم نصحه وإرشاده، يصلح أخطاء النهار للزوجة أولا، وللعجايا

Página desconocida