Anwar al-Masalik: Sharh Umdat al-Salik wa Uddat al-Nasik
أنوار المسالك شرح عمدة السالك وعدة الناسك
Editorial
دار إحياء الكتب العربية
Géneros
والصَّدَقة، ومصالحةَ الْأَعْدَاءِ، وَصَوْمَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ فِي الرَّابِعِ إِلَى الصَّحْرَاءِ صِيَامًا فِي ثِيَابِ بِذْلَةٍ ،وَيَخْرُجُ غَيْرُ ذَوَاتِ الْهَيْئَةِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْأَيَامَى وَالشُّيُوخِ وَالْمَجَانِينِ وَالْأَطْفَالِ وَالصِّغَارِ وَالصُّلَحَاءِ وَأَقَارِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَسْتَسْقُونَ بِهِمْ، وَيَذْكُرُ كُلُّ فِي نَفْسِهِ صَالِحَ عَمَلِهِ وَيَسْتَشْفِعُ بِهِ، وَإِنْ خَرَجَ أَهْلُ الذِّمَّةِ لَا يُمْنَعُونَ لَكِنْ لَا يَخْتَلِطُونَ بِنَا، وَهِيَ رَكْعَتَانِ كَالْعِيدِ، ثُمَّ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ كَالْعِيدِ، إِلَّا أَنَّهُ يَفْتَتِحُهُمَا بِالِاسْتِغْفَارِ بَدَلَ التَّكْبِيرِ، وَيُكْثِرُ فِيهِمَا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ: "اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا" الْآيَةَ، وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ فِي أَثْنَاءِ الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ وَيُحَوِّلُ رِدَاءَهُ وَيَفْعَلُ النَّاسُ كَذَلِكَ وَيُبَالِغُ فِي الدُّعَاءِ سِرًّا وَجَهْرًا؛ فَإِنْ صَلَّوْا وَلَمْ يُسْقَوْا أَعَادُوهَا، وَإِنْ سُقُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ، صَلَّوْا شُكْرًا وَسَأَلُوا الزِّيَادَةَ، وَيُنْدَبُ لِأَهْلِ الْخَصْبِ أَنْ يَدْعُوا لِأَهْلِ الْجَدْبِ خَلْفَ الصَّلَوَاتِ، وَيُنْدَبُ أَنْ يَكْشِفَ بَعْضَ بَدَنِهِ لِيُصِيبَهُ أَوَّلُ مَطَرٍ يَقَعُ فِي السَّنَةِ، وَيُسَبِّحَ الرَّعْدَ وَالْبَرْقَ، وَإِذَا كَثُرَ الْمَطَرُ وَخِيفَ ضَرَرُهُ دَعَا بِرَفْعِهِ بِمَا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا إِلَى آخِرِهِ ،
(و) أمرهم بـ (ـالصدقة) فتصير واجبة بأمره على المقتدر فاذا أمر بمطلق الصدقة وجب أقل ما يتمول (و) بـ (معاداة الأعداء) إذا كانت العداوة لغير الله (و) بـ (صوم ثلاثة أيام ثم يخرجون في الرابع إلى الصحراء صياما) فتكون مدة البوم أربعة ويجب التتابع وتبييت النية و(في ثياب بذلة) أي ما تلبس في الخدمة والمهنة (ويخرج غير ذوات الهيئة من النساء) وغير الشواب، فالشواب من النساء لا يخرجن كن ذوات هيئة أم لا وغيرهن يخرجن إن كن متبذلات (والبهائم والشيوخ والمجانين) غير ذوات الهيئة وهو مكرر (و) معهم (الأطفال) الرضع (والصغار) غير الأطفال (والصلحاء وأقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستسقون بهم) أي يستشفون بأقارب النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل عمر رضي الله عنه بالعباس (ويذكر كل في نفسه صالح عمله ويستشفع به) أي يستشفع كل أحد من القوم بعمله الصالح كما فعل أهل النار حين انطبق عليهم (وإن خرج أهل الذمة لم يمنعوا لكن لا يختلطون بنا) في مصلانا. (وهي ركعتان كالعيد) في التكبير والجهر (ثم يخطب خطبتين كالعيد إلا أنه يفتتحهما بالاستغفار بدل التكبير ويكثر فيها من الاستغفار و) يكثر من (الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء ومن) قراءة قوله تعالى (استغفروا ربكم إنه كان غفارا الآية ويستقبل القبلة في أثناء الخطبة الثانية) من نحو ثلثها (ويحول) الإمام (رداءه ويفعل الناس كذلك) بأن يجعل اليمين يسارا وبالعكس، ويسن التنكيس بأن يجعل أعلاه أسفله (ويبالغ في الدعاء سرا وجهرا) ويرفع الحاضرون أيديهم في الدعاء (فإن صلوا ولم يسقوا أعادوها وإن تأهبوا فسقوا قبل الصلاة صلوا) صلاة الاستسقاء وخطب لهم (شكرا) لله (وسألوا الزيادة) إن احتاجوا إليها (ويندب لأهل الخصب) أي الخير (أن يدعوا لأهل الجدب) والقحط (خلف الصلوات) وهذا تحصل به سنة الاستسقاء كما تحصل بالدعاء مطلقا، وأكمل الاستسقاء ما هو بالصلاة والخطبة ثم يليه الدعاء خلف الصلوات (ويندب أن يكشف بعض بدنه) غير عورته (ليصيبه أول مطر يقع في السنة و) يسن أن (يسبح الرعد والبرق) فيقول عند الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده. وعند البرق: سبحان من يريكم البرق خوفا وطمعا (وإذا كثر المطر وخشي ضرره دعا برفعه) بأي دعاء، والأولى أن يكون (بما ورد في السنة) وهو (اللهم حوالينا ولا علينا إلى آخره) وهو اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر.
كتاب
92